منصة الصباح
الرمان العابر للحدود يجتاح السوق المحلي

الرمان العابر للحدود يجتاح السوق المحلي

استطلاع / هدى ميرة

أسعار في متناول الجميع، لافتة يكتبها التجار والباعة المتجولون وأصحاب محال الخضار والفواكه للترويج عن بضاعة تم إنتاجها في أرض نتشارك معها في الامتداد الجغرافي وتسبقنا في الإنتاج الزراعي، لفاكهة الرمان الموسمية، والتي حان قطافها من منتصف سبتمبر وحتى نهاية أكتوبر من كل عام.

وفي كل موسم يبرز السؤال ذاته: لماذا نستورد الرمان التونسي ونحن قادرون على زراعته، ولماذا يقبل المشتري على شراءه دون تردد؟ فهل بسبب جودة الإنتاج أم لكثرته وتراكمه في السوق المحلي؟

المزارع الليبية شهدت وفرة في الإنتاج الرمان
استيراد

عبر بوابات برية تدخل عشرات الأطنان من فاكهة الرمان التونسي لتغطي حاجة السوق الليبي وبالتحديد في المنطقة الغربية.

رئيس الاتحاد المحلي للفلاحة بتونس قال إن بلاده تصدر سنويًا نحو 12 ألف طن من الرمان إلى ليبيا بعد إجراءات جمركية تتم بسلاسة ويسر، ليكمل المجمع المهني للغلال فيقول إن ما نسبته 90% من الإنتاج التونسي للرمان يوزع بالسوق الليبي نظرًا لزيادة الطلب عليه، ولانخفاض سعره، ونظرًا لتراكم الإنتاج فلا بد من البحث عن منافذ للتوزيع حتى لا يتكبد المزارع خسائر لمحصول موسمي لفاكهة موسمية، ويستوعب السوق المحلي أكثر من 30% من المنتجات الزراعية التونسية من تمور ورمان وتين شوكي.

نشاط زراعي تجاري هدفه البحث عن أسواق خارجية وتنويع مصادر الدخل. فماذا يقول التاجر والمزارع الليبي؟

أسعار…

جولتنا في الأسواق كشفت عن أسعار زهيدة للرمان التونسي، الذي لا تتجاوز الـ3 كيلوغرامات منه الدنانير العشرة، وهو ما وصفه أحد أصحاب المحال التجارية المتخصصة في استيراد الخضروات والفواكه بطرابلس معقولاً ومقبولاً برغم أن البضاعة مستوردة ودفع ثمن فاتورة الاستيراد من نقل وإجراءات جمركية، وشهادات صحية تثبت أن الفاكهة صالحة للاستهلاك وخالية من الأدوية والسماد الكيميائي.

الإنتاج الليبي يظل خجولًا لأسباب منها نقص الأسمدة والآفات الزراعية

كان بجانبه بائع آخر، عندما سألنا عن الإنتاج الليبي تطوع بالإجابة: إنتاجنا خجول، نحن لا نهتم بمثل هذه البضائع قليلة التكلفة، لأننا اعتدنا على الاستيراد حتى صار المنتج المستورد ذو جودة عالية وعليه إقبال كبير، سواء كان الرمان أو الفواكه الأخرى التي يتم *استيرادها.

قبل الكارثة

قبل كارثة إعصار دانيال وانهيار سد درنة، انتشرت أشجار الرمان على مساحات زراعية شاسعة، التي لم تسجلها وزارة الزراعة برغم أن الإنتاج كان يغطي المنطقة الشرقية وكل المدن الليبية.

لدى سؤالنا مركز البحوث الزراعية أكد أن إنتاج ليبيا لفاكهة الرمان تجاوز 56 ألف طن سنويًا، لكن الكارثة جرفت الأراضي الزراعية لتقتلع أصنافًا من شجر الرمان الشلفي والقابسي والجبلي والأكو، إلى جانب أشجار الكرم والزيتون.
تحسن ملحوظ

آراء سبرناها، اعتبرت إن المزارع الليبية شهدت وفرة وتحسنًا ملحوظًا في الإنتاج لفاكهة الرمان بأصنافها المختلفة، لكن المعروض بالمحال التجارية وما يعرضه باعة الفاكهة يفند تلك الآراء، فلا إنتاج وفير ولا تغير ملحوظ.

وتظل التحديات عائقًا أمام المزارع الذي يشتكي غياب الأسمدة المعتمدة من وزارة الزراعة، ونقص المرشدين الزراعيين لتوجيه الفلاحين في الجوانب الفنية، وكثرة الآفات الحشرية والفطرية، ونقص الأيدي العاملة.

ومع ذلك، تبقى بعض المحاولات بمزارع الغرب ناجحة وإن كانت محدودة

شاهد أيضاً

رئيس المفوضية العليا يبحث مع السفير الإيطالي مستجدات العملية الانتخابية

رئيس المفوضية العليا يبحث مع السفير الإيطالي مستجدات العملية الانتخابية

بحث رئيس مجلس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات عماد السايح خلال لقائه اليوم الأحد مع السفير …