منصة الصباح

الركن الاجتماعي .. المطبات الاربعة

زاوية نتطرق فيها للمواضيع الاجتماعية والأسرية والأسس النفسية ونسلط الضوء على هذه العلاقات خاصة في غياب دور الأم والأب داخل العائلة ومحيطها فليس من السهل بناء أسرة متينة الأركان في ظل هذا الكم الهائل من التدفق الإعلامي ومواضيع التي خرج معظمها عن القيم والأخلاق.

المطبات الأربعة

المطبات هي وسيلة ترغم سائقي المركبات على تخفيف السرعة على الطرقات وتلجأ الدول إلى ذلك الانخفاض الوعي الثقافي المروري لدى السكان.

ولكن هناك في دورة الإنفاق الشهري وتزيدها إرباكاً محدودية الدخل الشهري ونقص السيولة فحتى وإن وضعت الأسرة ميزانية شهرية للإنفاق فإن هذه المطبات تعرقل تنفيذها.

هناك أربعة مطبات تعرقل مسار ميزانية الأسرة أو الإنفاق الشهري وهي المناسبات الدينية والاجتماعية فالأسرة تحتاج إلى ميزانية خاصة لشهر رمضان تفوق الراتب الشهري وتزيد تعقيدها السيولة التي قد تتوفر مرة واحدة كل ثلاثة أشهر أي أن المواطن الذي يتقاضي 800 دينار شهرياً كأنه يتقاضي في الحقيقة حوالي 250 دينار شهرياً وهذا المبلغ لا يكفي حتى لتوفير متطلبات «الطنجرة»وتخرج الأسرة من شهر رمضان إلى مطبات أخرى وهو مطب العيد.. عيد الفطر الذي يحتاج إلى ميزانية ليس في مقدور الأسرة إعدادها في ظل ارتفاع أسعار الملابس والأحذية والألعاب والمطب الثالث الذي مؤشره يحاذي مؤشر الإنفاق في شهر رمضان فمهما وفرت الأسرة فهو بالكاد تصل إلى التغلب على مؤشر أسعار الأضحية التي تتراوح بين دينار وأكثر من 1500 دينار مع العلم أن السيولة التي تصرف من المصارف في هذا الشهر وقبل العيد بأسبوع تقريباً تتراوح بين 1500 دينار ولا تتجاوز 2000 دينار في بعض المصارف، بعد هذا المطب تتوقف المصارف مدة قد تصل إلى أربعة أشهر فلا توجد سيولة بها ليواجه المواطن بعدها المب الأخير قبل أن يأخذ استراحة مداها حوالي خمسة أشهر ليعود إلى مواجهة المطب الأول علماً بأن هذه الفترة تتخللها مطبات بسيطة ولكنها تحتاج إلى مصاريف.

أما المطب الأخير فهو مطب بداية الدراسة في جميع المدارس الذي له مصاريف ضرورية بداءً من شراء الكتب والكراريس وصولاً إلى شراء الزي المدرسي والأحذية فإذا قسمنا الراتب الشهري الذي يأتي بعد كل ثلاثة أشهر على هذه المطبات فإن 250 دينار شهرياً لاتكفي حق الطنجرة وقد يسأل البعض إن الاسرة تعاملت مع هذه المطبات أي أن لديها فلوس؟ وذلك صحيح ومرد ذلك أن أغلب الأسر فيها حوالي ثلاثة أفراد يعملون وهم الأب والأم وبنت أو ولد ولكن هذا انعكس بكل وضوح على طموح كل فتاة وكل شاب في الأسرة فلم يعد أحد منهم يسعى لتوفير البناء بيت الزوجية ومتطلبات العرس فأرتفع مؤشر العنوسة وبلغ عمر الشاب أكثر من 40 عاماً بدون زواج.

وتبدو الصورة قاتمة أمام كل فتاة وشاب ولابوجد أمل يلوح في الأفق فلا رواتب زادت ولا قروض منحت ولا بيوت فتحت وأصبح هم كل أسرة أن تجتاز كل مطب بسلام بلا ديون وكل مطب يلتهم ما قد عم توفيره باجتياز المطب الذي سبقه.

فمن يعين الأسر الليبية بأن تفرح أمام كل مطب وهي تعيش في دولة نفطية.

أسماء كعال

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …