منصة الصباح
الذهب يتراجع 2% بضغط التهدئة التجارية  والأسهم والمؤشرات تنتعش

الذهب يتراجع 2% بضغط التهدئة التجارية  والأسهم والمؤشرات تنتعش

أسواق المال العالمية تشهد تحولات متضاربة ، و المعدن الأصفر يخسر جزءًا من بريقه، بينما تستفيد المؤشرات والأسهم من تراجع حدة التوترات التجارية، تقلبات السياسة الأمريكية تظل اللاعب الرئيسي.

شهدت أسواق المال العالمية خلال الأسبوع الماضي ديناميكية متقلبة، حيث سجل سعر الذهب العالمي تراجعًا ملحوظًا بنسبة 2%، في حين أظهرت المؤشرات والأسهم بوادر انتعاش.

هذا التباين يعكس بشكل كبير تأثير السياسات التجارية الأمريكية المضطربة على معنويات المستثمرين واتجاهات رؤوس الأموال.

تراجع الذهب: 3245 دولارًا للأونصة و أسباب الانخفاض

أنهت الأونصة العالمية تداولات الأسبوع عند مستوى 3289 دولارًا، بعد أن سجلت أدنى مستوى لها عند 3245 دولارًا، مقارنة بافتتاح الأسبوع عند 3351 دولارًا.

هذا الانخفاض يمثل تقليصًا لجزء كبير من مكاسب الأسبوع السابق، ويؤكد حالة الاستقرار والتحركات العرضية التي تسيطر على أسعار الذهب مؤخرًا.

على الرغم من التذبذب الحاد الذي شهده شهر مايو 2025، حيث ارتفع الذهب بنسبة طفيفة بلغت 0.1% ليغلق عند 3289 دولارًا للأونصة بعد أن افتتح الشهر عند 3285 دولارًا، إلا أنه حافظ على ارتفاعه للشهر الخامس على التوالي.

هذا الاتجاه الصعودي على المدى الطويل مدعوم بأساسيات قوية، لكن التقلبات قصيرة الأجل وتحديات السياسة الأمريكية تضعف من زخم الصعود الحالي.

السياسة التجارية الأمريكية: محركات التقلب

كانت التطورات المتعلقة بـالرسوم الجمركية الأمريكية المحرك الأبرز لتقلبات الأسواق.

فبعد أن أوقفت محكمة تجارية أمريكية مؤقتًا تطبيق رسوم ترامب الجمركية الشاملة يوم الأربعاء، معتبرة أن الرئيس تجاوز صلاحياته، سادت حالة من الارتياح المؤقت في الأسواق، إلا أن محكمة استئناف فيدرالية سرعان ما أعادت فرض هذه الرسوم مؤقتًا يوم الخميس، بعد يوم واحد فقط من قرار المحكمة التجارية، مما أعاد حالة عدم اليقين.

كما تراجع الذهب بفعل إعلان ترامب عن تأجيل تطبيق الرسوم الجمركية بنسبة 50% على الاتحاد الأوروبي حتى 9 يوليو، مما أتاح فرصة للمحادثات.

هذه الخطوة هدأت مخاوف الأسواق من تدهور أوضاع التجارة العالمية، وشجعت على شراء الأصول ذات المخاطر العالية على حساب الملاذات الآمنة كالذهب. وعزز تعافي الدولار الأمريكي من الضغط السلبي على المعدن الأصفر.

البيانات الاقتصادية وتوقعات الفائدة الأمريكية

على صعيد البيانات الاقتصادية، أظهر مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) الأمريكي ارتفاعًا سنويًا بنسبة 2.1% في أبريل، وهو أقل قليلًا من التوقعات البالغة 2.2%.

هذه البيانات عززت من توقعات المتداولين بأن البنك الفيدرالي الأمريكي قد يلجأ إلى خفض أسعار الفائدة في سبتمبر.

في هذا السياق، صرحت ماري دالي، رئيسة البنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، يوم الخميس، أن صانعي السياسات قد يتمكنون من خفض أسعار الفائدة مرتين هذا العام، لكنها أكدت على ضرورة إبقاء الأسعار ثابتة في الوقت الراهن لضمان استقرار التضخم عند هدف البنك المركزي البالغ 2%.

تراجع الطلب على الذهب في عقود المضاربة

يعكس تقرير التزامات المتداولين المفصل (COT) الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة، والذي يغطي الأسبوع المنتهي في 27 مايو، تراجعًا في عقود شراء الذهب الآجلة من قبل المتداولين الأفراد والصناديق والمؤسسات المالية المضاربة بمقدار 3975 عقدًا. كما انخفضت عقود البيع بمقدار 14178 عقدًا.

هذا التقرير يشير إلى ضعف الطلب على الاستثمار في الذهب، مدفوعًا بالتهدئة المؤقتة في أزمة الرسوم الجمركية، وتحول جزء من الاستثمارات نحو أصول أخرى أكثر جاذبية في ظل تحسن شهية المخاطرة.

شاهد أيضاً

الدبيبة يحذر من الإنفاق الموازي ويطالب بتوحيد المؤسسات  

الدبيبة يحذر من الإنفاق الموازي ويطالب بتوحيد المؤسسات  

تابع رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، اليوم مع أعضاء من مجلس الدولة، ملف …