منصة الصباح

“مقتل حمزة بن رافع” يكشف حقيقة “الدولة الموازية” في ليبيا

حمزة جبودة

“إن كنتم لا تنتمون إلى قبيلة كبيرة أو مجموعات مسلحة تحميكم، أو مسؤولين قادرين على إنهاء أي أزمة تواجهكم، ومهما كانت هذه الأزمة، فأنتم وكل من تحبون تعيشون على هامش الحياة، وحياتكم لا تساوي شيء بالنسبة لمن يرى أنه يملككم، أو بمعنى أدق، من ممتلكاته الخاصة ويستطيع تدميرها وحرقها متى يريد”.

هذه السطور يتفق عليها عدد كبير من الليبيين والليبيات. لأنه عاشوا تجارب كثيرة أكدت لهم أن فئة واحدة فقط في ليبيا، التي تتمتع بالامتيازات والحياة المرفهة، داخل الدولة الموازية في ليبيا، والتي تمتلك هذه الفئة كل مفاتيح دولتهم الخاصة.

مقتل حمزة ابن رافع بن رافع:

تصاعدت الأحداث مع الحلقة السابعة في المسلسل، بعد أن قتل الشاب حامد ابن الأستاذ حسن- الفنان أنور البلعزي- ابن الحاج رافع بن رافع- الفنان القدير عبدالسيد آدم. هذه الحلقة كانت الأكثر وضوحًا للعمل منذ بدء عرضه من الحلقة الأولى.

في لحظة نادرة لا تتكرر، وحديث مباشر بين الحاج رافع بن رافع وزوجته “تِبرة”- الفنانة هدى عبد اللطيف- أخبر رافع زوجته بأنه هو السبب في مقتل ابنه، بسبب سلطته الفعلية بقوة السلاح، ولم ينتهِ الحديث عند هذا، بعد أن دعته “تِبرة” بضرورة الخروج لاستقبال المعزيين، وكان ردّه: إن هؤلاء جاؤوا ليشمتوا في مقتل ابنه فقط.

هذا المشهد يعطي للمشاهد تصوّر واضح عن عقلية قادة الميليشيات المسلحة، الذين يقتلون بدم بارد كل من يعارضهم أو يهدد وجودهم، ولا يسألون عن أمهات وآباء هؤلاء الذين يُقتلون على أيدي جماعتهم، لكن حين يصل إليهم القتل، تنقلب حياتهم، ويُصبح دم كل الناس “حلال عليهم” ويعتبرون أن كل من ينتمون لعائلات وجماعات تملك نفوذ ومال وقوة، هم ينتمون إلى سادة القوم ويُمنع الاقتراب منهم أو مسّ أحد أبناءهم، وإن حدث، فلا مشكلة في حرق البلاد بمن فيها، انتقامًا لأبناءهم، ورسالة للجميع، أن هذه البلاد تملكها مجموعات خاصة وتتعامل معها كمزرعة فيها بشر كل وظيفتهم وما هو مطلوب منهم السمع والطاعة لقادة هذه العائلات والمجموعات المسلحة.

ظهور الدكتور الغامض:

لعِب الفنان القدير فرج عبد الكريم، دورًا بارزًا في العمل للدرامي، في شخصية الدكتور وصاحب النفوذ والسلطة في كل البلاد، والمتحكم في الحاج رافع وكل العائلات التي تملك نفوذًا وقوة.

في العزاء الذي أقامه الحاج رافع بن رافع لابنه، يحضر الدكتور لتقديم الواجب، لكنّ هذا الحضور، كان مهينًا لوالد القتيل، لأن الدكتور لم يذهب هو للتعزية، بل الحاج رافع هو من ذهب إلى إحدى الغرف الخاصة في بيته، والتي وصل إليها الدكتور، حتى لا يراه أحد، سوى والد القتيل وشقيق القتيل “رجب”- الفنان سعيد المهدي.

خطورة هذا اللقاء، تكمن في سلطة الدكتور الذي أمر الحاج رافع بعدم فِعل أي حركة أو حرب في هذا الوقت انتقامًا لابنه، وأن هذا الوقت يرى فيه الدكتور إنه وقت حساس وخطير بسبب قرب الانتخابات، ويجب أن يكون الأمر تحت سيطرته. ولم يتردد في تهديد الحاج رافع، إن فكّر في الانتقام، في أنه لن يعمل لحمايته حينها.

حضور الدكتور، أجبر الحاج رافع زعيم “الروافع” على أن يلتزم بكل حرف من التعليمات، وفي ذات الوقت تجعله في صِدام مباشر مع زوجته “تِبرة” وابنه “رجب”، وهو أمر قد يفتح باب التكهنات، حول مصير العائلة التي بدأت تتضح نقاط ضعفها، وتحاول إثبات العكس.

سنواصل معكم أحداث العمل، للحديث أكثر عن التطورات ومساره الدرامي.

شاهد أيضاً

رئيس مجلس الوزراء يصدر منشورًا لتنظيم الإنفاق في الفعاليات الرسمية

أصدر رئيس مجلس الوزراء، السيد عبدالحميد الدبيبة، المنشور رقم (2) لسنة 2025، الذي يتضمن مجموعة …