منصة الصباح
الخطوط الليبية.. طائرات مدمَّرة وعاملون بلا مرتبات.. ولا دعم في الأفق

الخطوط الليبية.. طائرات مدمَّرة وعاملون بلا مرتبات.. ولا دعم في الأفق

تقرير/ آية زايد

لطالما قفز “الودًّان الليبي” فوق قارات العالم، وهو يعلو طائرات شركة الخطوط الجوية الليبية، التي كانت أجنحة السلامة، تتنقل بركابها بين عواصم الدول، في دعة وآمان..

إلا أن قدر هذه الشركة، التي ارتبط اسمها بليبيا، وحمل شعارها طبيعة القارة الليبية، وقادت طائراتها نساء ليبيا الرائدات، وهن يمخرن عباب السماء بثقة وشموخ قلَّ نظيره في غيرهن، يلدو أنه لا يسير نحو الأفضل كما سارت طائراتها وطياروها..

فالشركة اليوم تعاني من حالة ركود، وشبه انهيار كامل نتيجة تدمير أغلب طائراتها بمطار طرابلس العالمي في سنة “2014” بسبب الحرب الأهلية داخل مدينة طرابلس، ولم تتلقَ تعويضاً عن تلك الخسائر الفادحة واللامسؤولة..

اجتماعٌ ودعوات للنهوض

ويأتي انعقاد الجمعية العمومية لشركة الخطوط الجوية الليبية بمقر الشركة الليبية الأفريقية للطيران القابضة، في اجتماع يُوصف بأنه الأهم منذ سنوات، حيث من المنتظر أن يُفضي هذا الاجتماع إلى قرارات مصيرية بشأن إعادة هيكلة الشركة وإصلاحها،بعد أعوامٍ من التعثر المالي والإداري…

من واجهة للسيادة إلى مؤسسة مثقلة بالأعباء

منذ تأسيسها عام “1964”، كانت الخطوط الجوية الليبية أكثر من مجرد شركة طيران، بل كانت “رمزاً وطنياً” وواجهة للسيادة الليبية.. لكن مسيرتها انحدرت تدريجياً خلال العقد الأخير، لتواجه اليوم أزمة وجودية حقيقية.

أسباب التدهور والتحديات الرئيسة

الازدواجية الإدارية:
منذ عام 2014، عانت الشركة من ازدواجية في الإدارة بين الشرق والغرب، ما أدى إلى تضارب في القرارات والعقود والموازنات، وفقدان القدرة على التخطيط الاستراتيجي..

الحظر الأوروبي:
استمرار الحظر المفروض على الطيران الليبي إلى أوروبا لأكثر من عقد، أفقد الشركة أهم خطوطها المربحة، وقلّص حضورها الدولي..

الفساد وسوء الإدارة:
تقارير داخلية أشارت إلى تضخم الإنفاق على عقود الإيجار والصيانة دون شفافية، وتعيينات تمت بالمجاملة، وغياب شبه تام للرقابة المالية، ما ساهم في تراكم الديون..

تدهور الأسطول وهجرة الكفاءات:
خروج معظم طائرات الشركة عن الخدمة لعدم توفر الصيانة أو قطع الغيار..

اضطرار طيارون ومهندسون إلى الهجرة نحو شركات أجنبية، بسبب ضعف الرواتب وغياب الاستقرار المهني..

تراجع الخدمات وفقدان الثقة:
تكرار التأجيلات والإلغاءات وسوء الخدمات، جعل المسافرين يفضلون شركات أجنبية “عبر تونس والقاهرة وإسطنبول”، ما زاد من الخسائر..

مؤشرات شبه الإفلاس :
ديون بملايين الدولارات لصالح شركات صيانة وتأجير.
وتوقف معظم الخطوط الإقليمية بسبب ضعف الجدوى الاقتصادية..

اعتماد شبه كلي على دعم الدولة لتغطية المصاريف التشغيلية..

وفي تصريح للمتحدث الرسمي بالشركة “أحمد الطيرة”، أوضح الآتي:-

-تمَّ تدمير أسطول الشركة في الاشتباكات بطرابلس، والذي كان يقارب سبعة عشر طائرة، الشركة تعمل حالياً بطائرتين وشبه طائرة واحدة مفعلة..

– الوضع بشكل عام “سئ للغاية”؛ الشركة تعمل “بدون دعم حقيقي”، و الموظفون لم يتقاضوا مرتباتهم لأكثر من سنتين..

– لا يوجد إفلاس ولا شبه إفلاس، الشركة تطالب بحقوقها في التعويض عن أسطول الطائرات المُدمر..

– ستعود الشركة كما كانت، عندما تتوفر موارد مالية قوية، حيث كانت الشركة تضم أكثر من 23 طائرة..

من جهته أشار مدير مكتب الإعلام بالشركة، إلى أن الشركة تواصل أداء مهامها بشكل قانوني ومنتظم، وما يُتداول عن إفلاس لا يعبر عن الموقف القانوني أو المالي الفعلي…

وأضاف أن اجتماع الجمعية العمومية اليوم، يأتي لوضع تصور إصلاحي لضمان استدامة النشاط، ووصع برامج تطوير تشمل تقييم الأسطول، وتطوير الخدمات وتحسين تجربة المسافر، والتركيز على إعادة تفعيل الخطوط الإقليمية، متى توفرت الجدوى الاقتصادية..

حزمة الحلول المقترحة

لإنقاذ الناقل الوطني من أزمته الممتدة، تتجه الأنظار نحو حزمة حلول عملية تتطلب موارد مالية قوية وإرادة سياسية وإدارية لتحقيقها، منها:-

-إعادة الهيكلة الإدارية:
-توحيد الإدارة في كيان واحد خاضع للجمعية العمومية..
– تعيين مجلس إدارة جديد يعتمد معايير الكفاءة والخبرة لا المحاصصة السياسية.
– الإصلاح المالي الشفاف:
-مراجعة العقود السابقة، وإلغاء غير المجدي منها..
-اعتماد نظام مالي إلكتروني خاضع للتدقيق..
– وضع خطة واقعية للتحول إلى الربحية تدريجياً..

التطوير التشغيلي والأسطول:
– تجديد الأسطول عبر اعتماد التأجير التشغيلي طويل الأمد، لطائرات اقتصادية في استهلاك الوقود..
– إقامة شراكات مع شركات صيانة إقليمية معتمدة، لتقليل التكلفة وضمان السلامة..

ورغم كل الصعاب والأزمات والتخلي، فإن أعين الليبيين لا زالت مشدودة إلى السماء، حتى تغطيها طائرات الخطوط الليبية، تتسارع بقفزات الودان، في عودة قريبة لأحد رموز السيادة والفخر..

شاهد أيضاً

الرقابة توقف موظفين ببلدية سيناون عن العمل احتياطيا

الرقابة توقف موظفين ببلدية سيناون عن العمل احتياطيا

أصدر رئيس هيئة الرقابة الإدارية عبدالله قادربوه قرارا بإيقاف عدد من الموظفين ببلدية سيناون عن …