ناصر الدعيسي
يواجه العالم من سنوات قضايا صعبة .على كافة الأصعدة . وكانت لهذه القضايا تداعيات خطيرة جدا شكلت منعطفا أخر لما يجرى اليوم على اكثر من صعيد سواء كان فى المشهد السياسى أوالعسكرى ، وصراعات على النفوذ ، ومواجهات ساخنة بين الكبار حول النزاعات القائمة فى كافة أنحاء العالم . لكن رغم كل هذا تظل ظاهرة الأرهاب هى من أخطر القضايا التى يعيشها العالم ، والتى أصبحت جزء من المنظومة السائدة والتى تناكف السلم الدولى ، وتسعى لتفكيك المجتمعات من خلال النشاط الأرهابى وخلاياها وتموضوعاته فى مواقع كثيرة . هذا الأرهاب الذى أقلق العالم نتيجة لأضراره التى جعلت الشعوب تعيش مخاطر حقيقية ولم تعد تهتم ببناء نفسها على كافة المستويات السياسية والأقتصادية والأجتماعية . حيث عرقل الأرهاب كافة المشاريع فى التنمية , وفى بناء الأنسان فكريا وحضاريا . لبس الأرهاب معطف الأسلام السياسى والفتاوى الضيقة .ومشروع التبرير ومنهجية التقية . وأصبح العالم يواجه منحنى الأنعطاف نحو العنف المبرر بغطاء العقيدة الرمادية التائهة . ومن داعش والأرهاب يتنامى ويدفع بالعالم نحو ممرات الدم .
بدأت مواجهة هذا الأرهاب الأعمى والبغيض .على مستويات مختلفه .لكن الأعلام كان له دور مغاير حيث أصبح صاحب مشروع رادع لهذا الأرهاب ، وتعرض العديد من الصحفيين والأعلاميين للقتل والخطف من قبل الأرهابيين .نظرا لخطورة الميديا بكافة انواعها ومشاربها وتوجهاتها على هذا الأرهاب ، ووقف الأعلام فى وجه هذا الخطر القادم ، وقدم للدول التى تواجهه رؤى متقدمة .وتحاليل علمية يتم من خلالها ترهيل وتفتيت ومقاومة هذا الغزو الجديد للمجتمعات ومستقبل ابناءها . منها
أولا . إعتبار الأرهاب الخطر الداهم الذى يجب الوقوف فى وجهه حتى يتسنى للدول خلق الأستقرار
ثانيا . التأكيد على أن الأرهاب مشروع فكرى قبل مشروع ذبح وتقتيل أى السيطرة على العقول والرأى العام من أجل منهج التمكين .
ثالثا . مقاومة هذا الأرهاب تبدأ من مشروع ثقافى فكرى متنامى كى يتم إلغاء ما يقدمه الأرهابيين من فتاوى وبيعة وتمكين للأمارة أو لمشروع الحاكمية المظلم
رابعا . تأسيس قاعدة فكرية واضحة تكشف الظلامية والتشويه المتعمد للأسلام السمح والذى يدعوا للأعتدال والسمو بالقيم والمبادىء الأنسانية
خامسا . مساندة الحرب على الأرهاب من قبل المؤسسات العسكرية والأمنية بتقديم دورها ومهمتها فى إستئصال هذا الأرهاب وتفكيك خلاياه النائمة والتجربة الجزائرية نموذج حيث ساهم الأعلام والصحفيين الجزائريين بكل قوة وثبات ومهنية مع الجيش الجزائرى فى مشروع إستئصال هذا الأرهاب الأعمى .
سادسا .يجب الرفع من مستوى الأداء الأعلامى للصحفيين والأعلاميين وذلك من خلال ورش خاصة يتم فيها إعداد كوادر لمحاربة هذا العنف والقتل بتقديم برامج ومناشط ومنتديات فكرية كى يشعر الناس بما يجرى حولهم من إرهاب يجعلهم فى منطقة الخطر الدائم .
سابعا .لابد أن يرتفع سقف الخطاب الأعلامى ليس بالتحريض وكشف من يدعم الأرهاب ويحتضنه إقليميا ودوليا .بل تقديم رؤى علمية ناضجة ومتقدمة لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة التى يعيشها العالم وليست هى بمنأى عن أى شعب أو منطقة أو قارة
من هنا يتضح لنا جميعا أنه للأعلام مهمة وأستراتيجية فى الوقوف فى وجه هذا التيار الأرهابى الذى يهدد الحياة . ومستقبل الشعوب . وللأعلام دور مميز لتخليق العديد من التوجهات الأيجابية للدول التى تضع الخطط والمشاريع التنموية من أجل أن لا يقف هذا الأرهاب حائلا دون نجاح هذه الخطط والمشاريع لقد عرف العالم وعلى مراحل عدت الأخطار التى توجهه بعد أن وقف الأعلام المهنى الجاد فى مقدمة كافة المعارك ضد الأرهاب ومن يموله ويسعى من خلاله لتحقيق مأربه وأهدافه الدنيئة .