منصة الصباح

الحكومة‭ ‬التونسية‭ ‬الجديدة‭ ‬تواجه‭ ‬الأربعاء‭ ‬المقبل‭ ‬اختبار‭ ‬منح‭ ‬الثقة

الصباح‭-‬وكالات
تواجه‭ ‬الحكومة‭ ‬التونسية‭ ‬الجديدة‭ ‬برئاسة‭ ‬إلياس‭ ‬الفخفاخ،‭ ‬اختبار‭ ‬منح‭ ‬الثقة‭ ‬خلال‭ ‬جلسة‭ ‬برلمانية‭ ‬لمجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ (‬البرلمان‭) ‬التونسي،‭ ‬يوم‭ ‬الأربعاء‭ ‬المقبل،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬أجمعت‭ ‬فيه‭ ‬القراءات‭ ‬السياسية‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬ستتجاوز‭ ‬هذا‭ ‬الاختبار‭ ‬بأريحية‭ ‬كبيرة‭.‬
ويأتي‭ ‬هذا‭ ‬الإجماع‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬اتفاق‭ ‬غالبية‭ ‬الأحزاب‭ ‬السياسية‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬المصادقة‭ ‬على‭ ‬منح‭ ‬الثقة‭ ‬للحكومة‭ ‬المُقترحة،‭ ‬لأسباب‭ ‬متعددة‭ ‬منها‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالموافقة‭ ‬على‭ ‬برنامجها‭ ‬السياسي‭ ‬والاقتصادي،‭ ‬ومنها‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتمثيل‭ ‬الحزبي‭ ‬داخل‭ ‬الحكومة‭ ‬المقترحة‭.‬
لكن‭ ‬الأهم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬ذلك،‭ ‬هو‭ ‬إجماع‭ ‬الأحزاب‭ ‬السياسية‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬قطع‭ ‬الطريق‭ ‬أمام‭ ‬خيار‭ ‬إمكانية‭ ‬الذهاب‭ ‬إلى‭ ‬انتخابات‭ ‬تشريعية‭ ‬سابقة‭ ‬لأوانها،‭ ‬سبق‭ ‬للرئيس‭ ‬التونسي‭ ‬قيس‭ ‬سعيد‭ ‬أن‭ ‬لوح‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭.‬
ووصف‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬راشد‭ ‬الغنوشي‭ ‬الذي‭ ‬يرأس‭ ‬أيضا‭ ‬حركة‭ ‬النهضة‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬تصريحات‭ ‬بثتها‭ ‬إذاعة‭ ‬‮«‬موزاييد‭ ‬أف‭ ‬ام‮»‬‭ ‬المحلية‭ ‬التونسية،‭ ‬تشكيلة‭ ‬الحكومة‭ ‬التي‭ ‬قدمها‭ ‬إلياس‭ ‬الفخفاخ‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬المعقولة‭ ‬والمتوازنة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬التمثيل‭ ‬البرلماني‭ ‬والتمثيل‭ ‬الحكومي‮»‬‭.‬
وأكد‭ ‬أن‭ ‬حركة‭ ‬النهضة‭ (‬52‭ ‬مقعدا‭ ‬برلمانيا‭) ‬راضية‭ ‬على‭ ‬التشكيلة‭ ‬الحكومية‭ ‬المعلنة،‭ ‬التي‭ ‬شاركت‭ ‬فيها‭ ‬عدة‭ ‬أحزاب‭ ‬بشخصيات‭ ‬كبيرة‭ ‬ذات‭ ‬أهمية‭ ‬من‭ ‬الوزن‭ ‬الثقيل،‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬قوله‭.‬
وقبل‭ ‬ذلك،‭ ‬استبقت‭ ‬حركة‭ ‬النهضة‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬التشكيلة‭ ‬الحكومية،‭ ‬بالتأكيد‭ ‬أنها‭ ‬ستمنحها‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬البرلمان،‭ ‬وأرجعت‭ ‬ذلك،‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬قالته‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬إن‭ ‬قرارها‭ ‬يأتي‭ ‬تقديرا‭ ‬للظروف‭ ‬الإقليمية‭ ‬المعقدة‭ ‬والخطيرة‭ ‬ولاسيما‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬مخاطر‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬والأوضاع‭ ‬الداخلية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬الصعبة،‭ ‬التي‭ ‬تستوجب‭ ‬تعجيلا‭ ‬بتسليم‭ ‬إدارة‭ ‬البلاد‭ ‬إلى‭ ‬حكومة‭ ‬جديدة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬إنفاذ‭ ‬الإصلاحات‭ ‬وتحسين‭ ‬معيشة‭ ‬المواطنين‭ ‬والاستجابة‭ ‬لتطلعاتهم‭ ‬ومطالبهم‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تحتمل‭ ‬التأجيل‭ ‬وحتى‭ ‬نجنب‭ ‬بلادنا‭ ‬متاهة‭ ‬الجدل‭ ‬القانوني‭ ‬والتجاذبات‭ ‬المضرة‭ ‬بالوحدة‭ ‬الوطنية‭.‬
وسجلت‭ ‬الحركة‭ ‬في‭ ‬بيانها،‭ ‬أسفها‭ ‬لعدم‭ ‬توصل‭ ‬المشاورات‭ ‬مع‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬المكلف‭ ‬لتكوين‭ ‬حكومة‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬الواسعة‭ ‬المشاركة‭ ‬تحقيقا‭ ‬لشروط‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬إنفاذ‭ ‬الإصلاحات‭ ‬الكبرى‭ ‬والتنمية‭ ‬العادلة‭ ‬واستكمال‭ ‬بناء‭ ‬المؤسسات‭ ‬وتأهيل‭ ‬البلاد‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬الداخلية‭ ‬والخارجية‭ ‬المتزايدة‭ ‬الخطورة‭ ‬مما‭ ‬يفرض‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬القوى‭ ‬استمرار‭ ‬الجهود‭ ‬لتوسيع‭ ‬قاعدة‭ ‬الحكومة‭ ‬سياسيا‭ ‬وبرلمانيا‭ ‬واجتماعيا‭.‬
وفي‭ ‬المقابل،‭ ‬وجد‭ ‬حزب‭ ‬قلب‭ ‬تونس‭ (‬38‭ ‬نائبا‭) ‬برئاسة‭ ‬رجل‭ ‬الأعمال‭ ‬نبيل‭ ‬القروي،‭ ‬نفسه‭ ‬خارج‭ ‬هذه‭ ‬الحكومة،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬دفع‭ ‬الناطق‭ ‬الرسمي‭ ‬باسمه،‭ ‬محمد‭ ‬الصادق‭ ‬جبنون‭ ‬إلى‭ ‬القول‭ ‬في‭ ‬تصريحات‭ ‬بثتها‭ ‬اليوم‭ ‬الإذاعة‭ ‬الوطنية،‭ ‬إن‭ ‬حزبه‭ ‬سيتموقع‭ ‬آليا‭ ‬في‭ ‬المعارضة،‭ ‬وأن‭ ‬الحزب‭ ‬الذي‭ ‬يتموقع‭ ‬في‭ ‬المعارضة‭ ‬لا‭ ‬يمنح‭ ‬الثقة‭ ‬للحكومة‭.‬
وبالتوازي‭ ‬مع‭ ‬ذلك،‭ ‬أعلن‭ ‬سيف‭ ‬الدين‭ ‬مخلوف،‭ ‬الناطق‭ ‬الرسمي‭ ‬باسم‭ ‬ائتلاف‭ ‬الكرامة‭ (‬21‭ ‬نائبا‭)‬،‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬بثته‭ ‬إذاعة‭ ‬‮«‬شمس‭ ‬اف‭ ‬ام‮»‬،‭ ‬التونسية،‭ ‬أن‭ ‬الكتلة‭ ‬النيابية‭ ‬للائتلاف‭ ‬‮«‬لن‭ ‬تمنح‭ ‬الثقة‭ ‬لحكومة‭ ‬إلياس‭ ‬الفخفاخ‮»‬‭.‬
أما‭ ‬الحزب‭ ‬الجمهوري‭ ‬برئاسة‭ ‬عصام‭ ‬الشابي،‭ ‬فقد‭ ‬إختار‭ ‬دعوة‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬المكلف‭ ‬الياس‭ ‬الفخفاخ،‭ ‬وفريقه‭ ‬الحكومي‭ ‬إلى‭ ‬تدارك‭ ‬النقائص‭ ‬وتجاوز‭ ‬السلبيات‭ ‬التي‭ ‬حفت‭ ‬بتشكيل‭ ‬الحكومة‭ ‬بالعمل‭ ‬على‭ ‬نيل‭ ‬الثقة‭ ‬الشعبية‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬التزامات‭ ‬وتعهدات‭ ‬ملموسة‭ ‬لتغيير‭ ‬أوضاع‭ ‬التونسيين‭ ‬نحو‭ ‬الأفضل‭.‬
ويشترط‭ ‬الدستور‭ ‬التونسي‭ ‬لنيل‭ ‬الحكومة‭ ‬ثقة‭ ‬البرلمان،‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬موافقة‭ ‬الأغلبية‭ ‬المطلقة‭ ‬من‭ ‬النواب،‭ ‬أي‭ ‬موافقة‭ ‬109‭ ‬نواب‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬217،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬قابل‭ ‬للتحقيق‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الحكومة‭ ‬تضم‭ ‬في‭ ‬صفوفها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬خمسة‭ ‬أحزاب‭ ‬مُمثلة‭ ‬في‭ ‬البرلمان،‭ ‬هي‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬حركة‭ ‬النهضة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬حزب‭ ‬تحيا‭ ‬تونس،‭ ‬وحركة‭ ‬الشعب،‭ ‬وحزب‭ ‬التيار‭ ‬الديمقراطي،‭ ‬وحركة‭ ‬نداء‭ ‬تونس،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المستقلين‭.‬
وكان‭ ‬مكتب‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭(‬البرلمان‭) ‬التونسي،‭ ‬قد‭ ‬قرر‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬عقد‭ ‬جلسة‭ ‬برلمانية‭ ‬عامة‭ ‬يوم‭ (‬الأربعاء‭) ‬المُقبل،‭ ‬ستخصص‭ ‬لمناقشة‭ ‬منح‭ ‬الثقة‭ ‬للحكومة‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬شكلها‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬المكلف‭ ‬إلياس‭ ‬الفخفاخ‭.‬

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …