د.علي المبروك ابوقرين
نظرًا لانتشار الحصبة في بعض البلدان ، وجب التنبيه وإعادة التذكير بمرض الحصبة المعروف منذ قرون مضت وأول من نبه عن الحصبة هو الطبيب المسلم المعروف ابوبكر الرازي عام 900م ، الذي قال إنها أشد خطورة من الجدري ، وانتشرت الحصبة في حقب عديدة ، وقضت مضاعفاتها على الكثير من البشر ، وفي عام 1911م تم إثبات الطبيعة الفيروسية للمرض ، وتم تحديد الفيروس في عام 1954م ، وفي عام 1963م بداء إعطاء لقاح ضد الحصبة ، وفي 1968 بداء توزيع لقاح الحصبة المحسن ، وبعد ذلك تم دمج لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية ( MMR ) ..
والحصبة معروفة بأنها شديدة العدوى ، ويسببها فيروس تنفسي ينتقل عن طريق تنفس وسعال وعطس المصاب ، وله القدرة على البقاء في الهواء وعلى الأسطح والاجسام الصلبة لمدة ساعتين ، ومعدلات العدوى عالية جدأ ، وتصيب الجهاز التنفسي وتنتشر في جميع أجزاء الجسم ، وتؤثر على الأطفال الاقل من 5 سنوات والبالغين ما فوق 20 عام ، والحوامل ومن يعانون بضعف المناعة ، ومن أعراض الحصبة ، الغثيان والقئ والسعال ، وسيلان الأنف والتهاب الحلق والتهاب العيون ، والجفاف والحمى وفقدان الشهية ، والحساسية الضوئية والتهاب الاذن الوسطى ، والطفح الجلدي الذي يبداء بالرأس وخلف الأذنين ، وينتشر لأسفل الصدر والظهر والقدمين ، وظهور بقع بيضاء مزرقة على خلفية حمراء داخل الفم ، وقد يستمر الطفح الجلدي 7 أيام ويتلاشى تدريجيًا أولا من الوجه ويستمر في الاختفاء حتى القدمين ، واحتمال يبقى السعال وتقشر الجلد حيث كان الطفح ، وتظهر الأعراض بين 10 – 14 يوم من التعرض للعدوى ، وتظهر المضاعفات في 30% من الحالات والإسهال في 8% والتهاب والأذن الوسطى 7% والالتهاب الرئوي 6% ، والتهاب الدماغ من المضاعفات الاكثر خطورة ، وفي حالة اصابة أحد أفراد العائلة علي المصاب البقاء بالمنزل ، وعلى الغير ملقحين الابتعاد عن المصاب وأتباع الاحتياطات اللازمة في حالات الفيروسات التنفسية ، والعدوى تحدث بعد 4 أيام من الحمى وقبل ظهور الطفح الجلدي وتستمر الى مدة 4 أيام بعد ظهور الطفح الجلدي ..
للوقاية ضرورة الحصول على اللقاح والحرص على التغذية المتوازنة ، والحرص عند السفر للبلدان التي ينتشر بها مرض الحصبة ، وعلى الجهات المعنية تكثيف البرامج التوعوية ، وتنفيذ برامج التحصين الروتينية ضد الحصبة ، والتنبيه الدوري عن الوضع الصحي ، والإعلام بالبلدان التي يقصدها الناس او يأتون منها ومنتشرة بها الحصبة ، وتبيان الاحتياطات اللازمة لتجنب الإصابة بعدوى الحصبة..
نسأل الله السلامة للجميع