بوضــوح
بقلم / عبدالرزاق الداهش
هل ستحدث حرب أخرى في الخليج؟
تستدعي ذاكرتنا، أسلحة الدمار الشامل، كانت قميص عثمان الأمريكي، الذي تحججت به واشنطن لاحتلال العراق، مع مبررات أخرى، تنطبق على دولة مثل السعودية، وليس العراق.
وكانت أمريكا سوف تصمم أي ذريعة أخرى، لإنهاء صدام حسين، ربما لكي يبلع الأمريكيون أحداث 11 سبتمبر، ولو كانت المنشة حادثة سير.
ولكن أمريكا التي كانت واثقة من نتيجة المعركة مع صدام، غفلت عن النتائج التي قد تترتب بعد هذا الصدام.
وخسر الأمريكيون أكثر من أربعة آلاف أمريكيا، ورقما يلامس التريليون دولار، ليكتشفوا أن هلالا شيعيا قد يكون رأسه الشرقي في جنوب العراق، والغربي في جنوب لبنان.
وأمام هذا الواقع الجيوسياسي في المنطقة، وضع الأمريكيون أذنا من طين، وأخرى من عجين، إزاء التنظيمات السنية المتطرفة، المدعومة بالمال الخليجي، والفتاوى الخليجية.
واشنطن ترى في ذلك إضعافا للشيعة، أو بالأحرى تغيير خارطة الهلال، ولكن الحرب الطائفية، بسبب خطاب الكراهية تزداد ، والأحقاد تتغول، حتى ظهر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).
وبدأ التنظيم كبقعة الزيت في الانتشار من العراق إلى سوريا، ليضم متطرفين، وقدامى عسكريين غاضبين، وغيره.
وتجد أن أمريكا تدخل حربا أخرى، بتحالفات أخرى، للقضاء على هذا الأكثر عنفا في التاريخ، والمسلح بعقيدة الموت.
انتهى التنظيم، ولكن مازال رأس أمريكا مثقلا بالمشاكل، في وقت صارت تحسب في الحروب بميزان الخسائر، والأرباح وليس النصر والهزيمة.
ولكن الخاسر الأكبر هو العراق، بكل طوائفه، بكل مكوناته، فقد كانت دولة المواطنة، والقيم المدنية، ملاذا أمنا للعراقيين، وبدل أن يديروا خلافاتهم بديمقراطية، أداروا ديمقراطيتهم بخلاف .
لن يكون هناك حرب بين أمريكا، وایران، ولكن هل يكون هناك سلام بين العراقيين وأنفسهم؟.