منصة الصباح

حين يقتل الإهمال قبل الحادث

ايناس احميدة

حصيلة الضحايا ترتفع مع مرور الساعات: ثمانية، عشرة، عشرون… وربما أكثر. حادث سير مأساوي نتيجة انقلاب حافلة على طريق وحيد ومتهالك، يربط مدن الساحل بمدن الوسط والجنوب. طريق يعجز حتى عن ربط الحياة بأهلها.

النزيف حتى الموت كان العامل المشترك لمعظم الضحايا، ليس لأن الإصابات كانت قاتلة بالضرورة، بل لأن “الإسعاف” فكرة رفاهية في بلاد لا تؤمن إلا بالكوارث.

ميزانيات تُصرف بالملايين لمراكز ومستشفيات لا وجود لها عند الحاجة، وقطاع صحي تعج أوراقه بأرقام عن آلاف الأطقم الطبية، لكن الواقع يحكي قصة أخرى؛ فرق غائبة، معدات مفقودة، ومستشفيات أقرب إلى المباني المهجورة.

في بلاد الحكومتين، وثلاثة مجالس، وبعثات دولية لا تُحصى، يبقى المواطن ضحية نظام لا يجيد سوى تقديم الأعذار. المواطن الذي لا يقتله الحادث بقدر ما يقتله الإهمال والتقاعس.

هل كانت الأرواح ستُكتب لها النجاة لو وصلت سيارات الإسعاف في الوقت المناسب؟ هل كان بإمكان مراكز قريبة مجهزة أن توقف النزيف؟ أم أن الموت قدر محتوم على كل من يسلك طريقًا لم تُعبَّد له الحياة؟

في بلاد الحكومات المتعددة، يبقى الموت بسيطًا وعاديًا جدًا. لا شيء يتغير سوى عدد القتلى في كل حادث.

شاهد أيضاً

الأخطاء الطبية … بين إهمال المستشفيات العامة واستغلال المصحات الخاصة

بقلم : آمنة الهشيك / أستاذة قانون.   حق الإنسان في التمتع بالرعاية الصحية المجانية …