بلا ضفاف
عبد الرزاق الداهش
كم كلف العمل الفني الملحمي الذي عرض في ختام فعاليات طرابلس عاصمة الاعلام العربي؟
عشرة مدرعات تايجر، أو خمسة دبابات تي 72، أو كم مدافع هاوزر؟
لماذا تهويل لارقام، وحملة شيطنة واسعة لعمل يليق به التباهي، فهل لأنه ناجح، أم لأنه ليبي أم لأنه لليبيا؟
قطر انفقت ربع ترليون دولار أي ما يساوي احتياطي مصر من العملة الصعبة سبعة مرات من اجل شراء السمعة.
الاوبريت كان عملاً فنياً استعراضياً بأعلى جودة، وبفائض إبداع، وكان أفضل ما يمكن تقديمه، لأفضل ما يمكن تخيله.
فهل ذنب هذه الملحمة أنها كانت ناجحة، أو انها كانت ليبية، أو انها كانت حالة مناوئة للموت؟
لا يمكن أن تكون اصوات القنابل، أفضل من عزف غير منفرد على حب الوطن؟
لا يمكن أن يكون منظر المتاريس، أفضل من
من جدارية فنية، أو قوس مزين بالضوء.
ولا يمكن أن يكون المرتزقة التشاديين، والسوريين والروس، افضل من انغام، وصابر الرباعي، وعادل عبدالمجيد.
جربنا صواريخ الكاتيوشا، وغبار الحروب، وسراديق العزاء على مدى ازيد من عشرة أعوام.
الأغنية في هذا الطرف الليبي هي مقاومة والمعزوفة الموسيقية مقاومة، وحتى اللوحة التشكلية هي بيان ضد الموت.
كنت أكثر من متخوف فقد يكون العرض الملحمي مهزوزاً، أو دون المستوى، في هذا الحضور العربي.
وخرج العمل كأكثر من رائع، حتى ان الذين لم يظهروا إعجابهم به، اظهروا انبهارهم.
الليبيون يريدون حرب الحياة لا حياة الحرب.