بــوضــــوح
بقلم / عبد الرزاق الداهش
المظاهرات الاحتجاجية، أو السلطة الخامسة كما يمكن أن نسميها، يفترض أن تكون قوة ضاغطة من أجل الوصول إلى الانتخابات، في أي بلد يحكمه قانون القوة، بدلا عن قوة القانون..
في الجزائر تتحول الانتخابات إلى سبب آخر لخروج المظاهرات، وهو ما يعني وجود خطا ما.
الصحيح أن صناديق الانتخابات مهمة للمجتمع الديمقراطي، وحتى لمن يريد تأسيس دولة ديمقراطية، حتى وإن كانت لا تعني الديمقراطية.
صناديق الانتخابات هي أفضل وسيلة لإنتاج سلطة منتخبة بالشرعية القانونية، وليس بشرعية صناديق الذخيرة.
الجزائر التي دفعت فاتورة ثورة التحرير أكثر من مليون شهيد، لا ينبغي أن تدفع ثمن ثورة الحرية بالدماء، وباللحم الحي.
وطالما فتحت مراكز الاقتراع للناخبين، يجب أن يترك المحتجون الشوارع، فلا يمكن أن يحتج الشعب على الشعب.
الجزائر الآن محتاجة للهدوء، وللصمت الوطني، للدخول في مرحلة تحول أخرى من الثورة إلى الدولة.
لابد أن تنتهي الثقافة الغنائمية، (مقابل ماذا نخرج من الشارع ؟) و(مقابل ماذا نسلم باختيارات صندوق الاختراع ؟).
ولابد أن تعود الجزائر إلى نفسها، كي تعود إلى مكانها، وكي تعود إلى مكانتها في المنطقة، وفي العالم.
لا أحد وصي على الجزائر إلا الجزائريون، عبر إنتاج سلطة تشريعية، وتنفيذية، والتأسيس إلى دولة مدنية، وديمقراطية، تتعزز فيها قيم المواطنة، وسيادة القانون، والمحاسبة، والتنوع الخلاق.
ليس جميلا في حق الجزائري أن يكون عاطلا عن العمل، وأسوأ من ذلك أن يكون عاطلا حتى عن الأمل.
لتفتح الشوارع، لتفتح مراكز الاقتراع، لتفتح المدارس، لتفتح المعامل، لتفتح النوافذ، وقبل كل قبل لتفتح القلوب، ولنقل الجزائر بخير.