منصة الصباح

الجاسوس كوهين

د أبوالقاسم عمر صميدة

القصة الحقيقية للجاسوس الإسرائيلي ايلي كوهين- واسمه المستعار “أمين كامل ثابت”

والذي اخترق وعمل  من داخل المنظومة العسكرية والسياسية في سوريا على مدى 3 أعوام فى منتصف الستينات من القرن الماضي، وقد تحدثت بعض الروايات من داخل العدو الإسرائيلي عن ان احد اسباب كشف أمره يعود للضغوط التي مارستها الموساد لإجباره  على تقديم مزيد من المعلومات و بتصيد اخر  برقية أرسلها من دمشق  حُسم أمر  كشفه فقد نشرت  صحيفة ( جيروزاليم بوست) تقريرا أشار إلى الرسالة الأخيرة التي بعث بها الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين قبل أن يتم اعتقال واعدامه في 19 يناير 1965‪ .

فقد كشف  مدير الموساد، ( دافيد بارنياع،) عن محتوى برقية كوهين الأخيرة للوكالة، في 19 كانون الأول/ يناير 1965، . وجاء في البرقية تحت عنوان “سري للغاية”: اجتماع معلومات عن اجتماع  للقيادة العامة السورية أمس بتمام الخامسة مع أمين الحافظ الرئيس السوري انذاك وضباط كبار.

واحتلت طبيعة سقوط كوهين المدوي حصة كبيرة من التكهنات على مدى عقود، فهو قدم معلومات حساسة من داخل المستويات العليا للحكومة السورية بين الأعوام 1961-1965 لقد ذهب البعض في الغرب وإسرائيل إلى القول بأن النهاية جاءت في أعقاب تعرضه لضغط كبير من جانب المحققين ورؤسائه، تعفيما رأى البعض الآخر أن كوهين ربما أخذ على نفسه مخاطر كبيرة لخدمة إسرائيل، مسؤل الموساد ( بارنياع) الذي اعتبر كوهين أسطورة في مجاله لمساهمته العظمى للوكالة، أشار إلى أنه أقدم على السماح بالكشف عن آخر برقية في محاولة لإزالة الغموض الذي يكتنف نهاية كوهين موضحا أنه لا مجال لتحميل أي أحد “مسؤولية التخاذل في كشف هويته”، وأنه في بعض الأحيان يمكن القبض على أفضل الجواسيس من خلال الإصرار المستمر على مكافحة التجسس، من قبل العدو.

ورغم كل القصص التي قيلت حول كيف تم كشفه، إلا أن الحقيقة كما رواها لي الدكتور يوسف زعين رئيس الوزراء السوري في ذلك الوقت، وقد التقيته مرارا خلال دراستي في بودابست حيث كان الدكتور يوسف مقيم في العاصمة المجرى والقصة هي أن السفاره الهنديه اشتكت من تشويش على برقياتها وخاطبت الخارجية السورية طلبا لتوضيح، وخلال قيام الاجهزه السورية بالتحقيق اكتشفوا ان مصدر التشويش هو شقة كوهين، فقاموا بمداهمة الشقة وتم القبض على الجاسوس واعدامه، وقال الدكتور.؛ ان رئيس الجمهورية انذاك أمين الحافظ لم يصدق الامر فذهب الي مكان اعتقال الجاسوس وطلب منه أن يقرأ بعض سور القرآن الكريم لاعتقاده بأنه مسلم وليس يهوديا، لأن كوهين كان يتظاهر بأنه سوري ومسلم  من المهاجرين الأوائل  الي امريكا اللاتينية! وقال الدكتور يوسف ان سرعة اعتقال واعدامه جاء لخوفنا من أقدام إسرائيل على القيام بعملية لتحرير.

 

 

شاهد أيضاً

المنفي يبحث عودة السفارة الصينية واستئناف عملها بطرابلس

  ناقش رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، عودة السفارة الصينية واستئناف عملها بالعاصمة طرابلس. جاء …