منصة الصباح
عبدالرزاق الداهش
عبدالرزاق الداهش

الثقافة والبزنس

الثقافة والبزنس

عبدالرزاق الداهش

الكتاب الذي لا يُقرأ، هو تماما مثل الكتاب الذي أكلته النار.

لعل الزحام الكبير على مكتبة طرابلس، كان مثيرًا للدهشة، وأكثر من ذلك البهجة.

فهل يعكس هذا الزحام حالة من الشغف بالكتاب، أم حالة تضامن مع المكتبة المهددة بالإخلاء؟

هذه المرة الثانية التي تتعرض فيه المكتبة العالمية إلى إخطار بالإخلاء.

في المرة الاولى كانت المشكلة مع مصلحة أملاك الدولة المالكة للسوق.

وكنت قد تضامنت مع المكتبة، في وقت تغلق فيه المكتبات، وتفتح فيه مطاعم الشاورما، ودكاكين الأحذية.

وتراجعت الأملاك ذات ضغط عن استكمال اجراءات التأجير لرجل أعمال اشترط استلام العقار كله.

انتهت مشكلة المكتبة حينها، ولكن ظلت مشكلة الكتاب إلى هذا الحين، حتى وإن كنّا أكثر اهتمامًا بالكتاب من المطالعة.

تستدعي ذاكرتي وقتذاك اجراء من الثقافة بتفعيل قرار للسيدة فوزية شلابي التي كانت تتولى القطاع في فترة أسبق ويقضي بشراء 500 نسخة من كل منشور جديد.

وكان هناك تفكير جاد في أن تتكفل الثقافة بدفع إيجارات المكتبات، أو جزء منه، خلال تولي السيد نوري الحميدي.

اليوم الحفاظ على المكتبة صار شغف بالكتاب أكثر من مشروع استثماري، وصاحب مكتبة الشعب بمصراته السيد علي عوين، لو قام بتأجير المكتبة لنشاط أخر، لزاد دخله الضعف وهو نائمًا في بيته.

لا يمكن أن يكون الكتاب بسعر أزيد من خمسين جالون بنزين، ولكن مشكلة الكتاب ليس اسعاره، واسعاره فقط.

اساس المشكلة في أمة إقرأ التي لا تقرأ هي غياب المعلم الذي يربى الطفل على الفضول المعرفي ومن أول ابتدائي.

شاهد أيضاً

الـولاء للـــوطن

مفتاح قناو لا يمكن للمواطن الليبي العاشق لتراب هذا الوطن أن يكون شيئا أخرا غير …