منصة الصباح

الثعلب  والطائر الحزين                        

عبد الحكيم كشاد

لزم طائر عشّهُ عن الطيران مدة طويلة

في يوم مرّ ثعلب من تحت العشّ وقال له :

مالي أراك أيها الطائر تلازم عشّك ؟

أمثلك له جناحان ولا يطير ؟!

أن لم تقدّر نعمة الله عاقبك بنزعها منك يوما ما ..

سمع الطائر كلام الثعلب ولم يعره اهتماما

بعد أيام أراد أن يطير فأستعد بمد جناحيه

فوجدهما رخوين لم يستطيعا حملانه

طار مسافة بسيطة وسقط حاول مرة أخرى  ! ..

غير مصدّق قائلا : نحن معشر الطير خلقنا لنطير..

كيف نسيت الطيران ؟!.. حزن الطائر وعاد لعشّه .                                              مرّ الثعلب مرة أخرى وحين وجده حزينا

خاطبه قائلا : لماذا أيها الطائر أجدك حزينا ..

عجبا لكم معشر الطيور !

أمثلك يحزن وله هذا الصوت العذب ؟!

ستندم يوما أيها الطائر إذا لم تقدّر نعمة الله عليك ..

غنّ أيها الطائر ؟ غنِّ وإلا نسيت الغناء !

في اليوم التالي حاول الغناء في الصباح ..

ولكن صوته لم يسعفه .. حاول ثانية وثالثة ولم يفلح

– نسيت أن أغني أيضا قال لنفسه كيف ذلك ؟!

من أنا من غير صوت يغني وجناح يطير ؟!

مرّ الثعلب في اليوم الثالث قائلا له : ألم أقل لك أيها الطائر ..

ما أسرع ما جزاءك الله على عدم تقديرك نعمة ..

غبطك عليها الإنسان نفسه أيها الغبي !  فطار وغنّى ..

مثلك .. غير أن طيرانك وغناءك كان الأجمل !!

 

 صباح دجاجة                                

قالت دجاجة للديك : صباح لا أراك فيه .. صباح أغبر!

رد الديك ضاحكا : الصباحات كلها تتشابه يادجاجتي

إنما الاختلاف يكون في الصباح الذي يكون من غيرنا !

فالعادة حبست صباحاتنا معنا حتى تشابه علينا !

لولا هذا الصباح ما اختلفت صباحاتنا !

 

الغراب المعلّم                                 

                        

وقورا .. ومتمايزا عاش

في حداد لونه بين الطيور

ولطالما كان الغراب منسيا

بين خفق تلك الأجنحة !

وكعرّاب لأول جريمة على الأرض

تشآمه الخلق

ومن ثمة لاحقته لعنة النعيب !

غير أن التاريخ احتفظ له

على غير مثال ، وبتطهّر ديني

الحكمة .. التي لم يكن يوازيها

إلا فراغ الإنسان !                                                    

شاهد أيضاً

البرتغال تحتفل بالذكرى الخمسين لثورة القرنفل بمهرجان السريالية

وهو التحول السلمي للبلاد من إحدى أطول الحكومات الاستبدادية في أوروبا إلى الديمقراطية. كانت ثورة …