د.محمد أبوسنينة
أعلنت الامم المتحدة، في يناير 2016، البدء في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة خلال الألفية الثالثة والتي اعتمدها قادة العالم في سبتمبر 2015 في قمة اممية عقدت لهذا الغرض . وتتكون أهداف التنمية المستدامة من ( 17 ) سبعة عشر هدفا ستعمل مختلف الدول، خلال السنوات المقبلة، وحتى عام 2030 على تحقيق هذه الاهداف للقضاء على الفقر بأشكاله المختلفة والرفع من مستوى رفاهية مختلف المجتمعات والمحافظة على البيئة وتحقيق التنمية المستدامة في اوجهها المتعددة . وتتضمن هذه الاهداف، أهدافاً اقتصادية واجتماعية وبيئية، ستضع حكومات البلدان المختلفة، المتقدمة والنامية على حد سواء، اطرا وبرامج لتحقيقها . كما وضعت الامم المتحدة 169 غاية لهذه الاهداف السبعة عشر، سيتم متابعتها ورصدها من خلال مجموعة من المؤشرات العالمية التي اعتمدتها اللجنة الإحصائية بالأمم المتحدة .
وبالرغم من ان هذه الاهداف غير ملزمة لمختلف الدول إلا ان المؤشرات الحالية، على مستوى العالم، تنبئ بأهمية العمل على تنفيذها حيت تتفاوت اوضاع التنمية من دولة الى اخرى.. ففى الوقت الذي احرزت الدول المتقدمة نجاحات كبرى على صعيد التنمية الاقتصادية وتحقيق معدلات نمو اقتصادي جيد إلا أن بعضها لم يحقق تقدما ملحوظاً فى مجالات اخرى تناولتها بعض أهداف التنمية الاقتصادية في الألفية الثالثة .
وقد وردت هذه الاهداف، ضمن ادبيات الامم المتحدة، على النحو التالي :
1 – القضاء على الفقر بجميع اشكاله في كل مكان .
2 – القضاء على الجوع وتوفير الأمن الغدائي والتغذية المحسنة وتعزير الزراعة المستدامة .
3 – ضمان تمتع الجميع بأنماط عيش صحيةُ لجميع الأعمار .
4 – ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع.
5 – تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين كل النساء والفتيات ( من العمل والدراسة ).
6 – ضمان توفير المياه وخدمات الصرف الصحي للجميع .
7 – ضمان حصول الجميع بتكلفة ميسورة على خدمات الطاقة الحديثة الموثوقة والمستدامة .
8 – تعزيز النمو الاقتصادي المطرد والشامل للجميع والمستدام، والعمالة الكاملة والمنتجة، وتوفير العمل اللائق للجميع .
9 – إقامة بنى تحتية قادرة على الصمود، وتحفيز التصنيع الشامل للجميع والمستدام، وتشجيع الابتكار .
10 – الحد من انعدام المساواة داخل البلاد وفيما بينها .
11 – جعل المدن والمستوطنات البشرية شاملة للجميع وآمنة وقادرة على الصمود والاستدامة .
12 – ضمان وجود أنماط استهلاك وإنتاج مستدامة.
13 – اتخاذ اجراءات عاجلة للتصدي لتغيير المناخ وا ثاره .
14 – حفظ المحيطات والبحار والموارد البحرية واستدامتها، على نحو مستدام لتحقيق التنمية المستدامة.
15 – حماية النظم الايكولوجية البرية وترميمها وتعزيز استخدامها على نحو مستدام، ومكافحة التصحر، ووقف تدهور الاراضي وعكس مساره،
ووقف فقدان التنوع البيولوجي .
16 – السلام والعدل والمؤسسات .
17 – تعزيز وسائل التنفيذ وتنشيط الشراكة العالمية
من اجل التنمية المستدامة .
ويتضح من الاوضاع الحالية للتنمية على مستوى العالم ان هناك حاجة لمراجعة الجهود المبذولة من قبل مختلف الدول كل على حده، وان هناك مستجدات تدل على تدهور الاوضاع الاقتصادية والإنسانية فى بعض المناطق الجغرافية من العالم بعد الحروب والصراعات التى شهدتها هذه المناطق كما هو الحال فى منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا وبعض دول الخليج العربى وفي دول افريقيا جنوب الصحراء وبعض مناطق جنوب غرب اسيا.. وقد لخصت التقارير الصادرة عن الامم المتحدة مؤشرات وأوضاع التنمية الراهنة، نستعرض أهمها على النحو التالى:
– مازال يعيش 1.2 بليون شخص، على مستوى العالم، في فقر مدقع .
– يعيش واحد من كل خمسة أشخاص في المناطق النامية على اقل من دولار وربع بومياً.
– خلال عام 2013 اضطر 32000 شخص ترك منازلهم طلبا للحماية من جراء النزاعات .
– هناك 805 ملايين شخص في العالم ليس لديهم عداء يكفي للتمتع بحياة صحية نشطة، أي حوالي واحد من بين تسعة أشخاص من سكان الارض .
– لا يحصل 1.3 مليار شخص في مختلف أنحاء العالم على الكهرباء ممن يعيشون في المناطق الريفية في العالم .
– يعيش في المناطق التي تعاني من النزاعات ما نسبته 50 % من الأطفال الذين هم في سن المرحلة الابتدائية ولم يلتحقوا بالمدارس .
– يفتقر نحو 2.6 بليون شخص الى خدمات الصرف الصحي الاساسية .
– هناك حاجة الى 470 مليون فرصة عمل على مستوى العالم لصالح الداخلين الجدد الى سوق العمل فى الفترة بين عامي 2016و 2030 .
– زادت البطالة، على مستوى العالم، من 170 مليون عاطل عن العمل عام 2007 الى حوالي 202 مليون عاطل عام 2012، منهم حوالي 7500 من الشباب والشابات .
– يعيش نصف سكان العالم ( حوالي 3.5 بلايين شخص ) في مدن الآن .
– بحلول عام 2030 سيعيش مايقرب من 60 % من سكان العالم في مناطق حضرية .
– يوجد حوالي 828 مليون شخص يعيشون في احياء عشوائية فقيرة .
– ينتهي فى كل عام حوالي ثلت جميع الاغدية المنتجة، أي حوالي 1.3بليون طن من الاغدية المنتجة الى التعفن فى صناديق قمامة المستهلكين وتجار التجزئة، بسبب سوء النقل والتخزين وسوء عمليات حصاد المحاصيل .
– خلال الفترة مابين عامى 1880 و 2012 ارتفع متوسط الحرارة فى العالم بما مقداره 0.85 درجة مئوية . حيت يقدر ان كل ارتفاع فى درجة حرارة الارض بمقدار درجة واحدة يؤدي الى هبوط غلة الحبوب بنسبة 5 %.
وفى ذات الوقت كانت هناك نجاحات قد تحققت على مستوى العالم في قضية التنمية على النحو الذى تعبر عنه مؤشرات التنمية البشرية مثل انخفاض معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة وانخفاض الوفيات بسبب الملاريا، واستقرار عبء الدين الخارجي الواقع على كاهل الدول النامية وتضاعف أعداد مستخدمي الإنترنت فى افريقيا خلال فترة الأربع سنوات الماضية وغيرها من النواحي الإيجابية الاخرى على مستوى العالم، فضلا عن النجاحات التى حققتها بعض الدول كلا على حده .
وعند الحديث عن العمل على تنفيذ هذه الاهداف لأهداف التنمية المستدامة لعام 2030