عبدالرزاق الداهش
عدد من التهم تكدست على رأس من وضع اسئلة مادة التربية الإسلامية لامتحانات الشهادة الإعدادية.
المشكلة كلها مجرد خطأ غير مقصود في سؤال أدرج فيه أسم أم المؤمنين عائشة بدل السيدة خديجة.
الكثير استدعوا نظرية المؤامرة، ومنطق أن ما حدث بسوء نية وليس بسوء تركيز، وان الهدف هو الإساءة للنبي (صلى الله عليه وسلم)، وليس مخاتلة الطالب.
وزارة التعليم من جهتها وفي سلوك حضاري اعتذرت عن السؤال الخطأ، وقررت منح درجته كاملة للممتحنين.
وهذا ما قد نسميه رشوة معنوية لأنه كان يمكن تخطيه، وإعادة توزيع درجات المادة على باقي الاسئلة.
كان السؤال قد جاء سهوا على ذلك النحو بسبب ثقافة الاستسهال، التي تسيطر علينا بكل مشتقاتها، من لا مبالة، ولا هتمام.
وربما للسبب نفسه مر السؤال دون انتباه مؤسسة الامتحانات، حتى كان أمام عين تتصيد الخطأ في السماء فعثرت عليه في قاعة الامتحان.
ولكن هل مشكلة الامتحانات هي سؤال جاء بمحظ ألتباس، أو شرود ذهني؟
وهل نستطيع تجاهل الغش الذي تحول إلى قاعدة عامة، بمشاركة الطالب وولي الأمر، والمعلم؟
وهل نتجاوز حقيقة ان نتائج الامتحانات التي تظهر تحصيل الطالب، وأداء المعلم، ومستوى البيئة التعليمية كلها كاذبة؟
والأهم من الامتحانات وضبط المخرجات هو ضبط المدخلات.
لدينا مشكلة في المناهج، وفي جودة المعلم، وفي أداء الإدارة التعليمية، وبيئة التعليم.
فالمشكلة ليست في معلم من السهل تكفيره بل في منظومة تعليمية نحتاج إلى إعلانها كمنطقة منكوبة.