منصة الصباح
التضخم يجبر الليبين على تغيير عادات التسوق

التضخم يجبر الليبيين على تغيير عادات التسوق

استطلاع/ التهامي بلعيد

موجة بعد أخرى، يضرب التضخم الاقتصادي المجتمع ضربات مؤلمة، محيلاً حياة المواطنين إلى أتون من الصعوبات المؤلمة.


الدولار لا يكاد يتوقف للحظة، مواصلاً سلسلة صعوده، والأسعار تتبعه بلا هوادة، في الوقت الذي يقف فيه مرتب موظفي القطاع العام – وهم السواد الأعظم من المجتمع – عاجزاً عن تلبية متطلبات الحياة.
نتيجة لذلك، شهدت عادات التسوق تغيراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث باتت الأساسيات هي المطلب، وتنحت الكماليات جانباً .

نمط جديد

يشير «أبو تميم» إلى أن نمط التسوق انتقل من اليومي إلى الأسبوعي أو الشهري، بسبب ارتفاع الأسعار وانخفاض قيمة العملة المحلية، مع التركيز على المواد الأساسية والحد من الكماليات، “وهذا هو نمط الحياة الآن”.

ولا تبدي «ندى صلاح» اندهاشها من هذا التغيير، فالإنسان يميل للتكيّف مع أوضاعه، فيما يضع «وجدي عدنان» الأسعار معياراً أساسياً لاختيار السلع المبتاعة.

السلع الاساسية تمثل حوالي 80% من قائمة المشتريات
السلع الاساسية تمثل حوالي 80% من قائمة المشتريات

ويضع «عبد الفتاح صليل» نسبة 70 إلى 80% من قائمة المشتريات للسلع الأساسية، في الوقت الذي يحمل فيه «إياد صلاح» ارتفاع الأسعار مسؤولية غياب تنوع الغذاء.

تبعات نفسية وصحية
محمد عطوه
محمد عطوه

بينما يتطرق «محمد عطوه» إلى التبعات النفسية والصحية التي لحقت بالمواطن جراء تغير أنماط التسوق بفعل التضخم الاقتصادي.
ويضرب مثالاً بارتفاع معدل الإصابة بأمراض الضغط الدم والسكري، والنزوع إلى الاكتئاب، وتراجع الترابط الأسري، ما ساهم في ضعف القيم وظهور ظواهر اجتماعية مقلقة.

في طي الغيب

تتقاطع الآراء التي استقصيناها في أن ارتفاع الأسعار والأوضاع الاقتصادية الصعبة أجبرت الأسر الليبية على ضبط أولويات الشراء، مع التركيز على المواد الأساسية والضرورية، وتقليل الكماليات، واعتماد مقارنة الأسعار بين المحلات وانتظار العروض.

وقد أصبح هذا النمط الجديد جزءًا من الحياة اليومية، ويعكس قدرة المواطن على التكيف مع الظروف الاقتصادية والتحديات المعيشية المستمرة، لكن له تبعات خطيرة، بدأت إرهاصاتها في الظهور، فيما يبدو المآل النهائي في طي الغيب.

شاهد أيضاً

طرق ليبيا تتصدر قائمة الوفيات وتحصد أرواح المشآة بإقتدار

طرق ليبيا تتصدر قائمة الوفيات وتحصد أرواح المشاة بإقتدار


تحقيق/ إبراهيم الحداد في الوقت الذي تتحول فيه العاصمة طرابلس إلى ورشة عمل كبرى، وتكتسي …