د.علي المبروك أبوقرين
إن العالم يئن من الظروف الصحية الصعبة، وخصوصًا دول العالم الفقيرة ومتوسطة الدخل، وللأسف الدول الصناعية الغنية الكبرى لازالت تتهرب من عقد اتفاقيات فيما بينها تضمن التعاون المشترك الذي يؤمن قدرات وإمكانات دولية كبرى لمجابهة أي أخطار صحية محتملة.
والعالم لازال يعيش التخوفات الصحية ومنها استمرار الكوفيد 19 والمتحورات المتتالية، والتخوف من انتشار انفلونزا الطيور N5H1 التي تنتشر بين الثدييات في بعض الدول وخصوصًا الأبقار الحلوب والأسماك وغيرها، والتي تشكل خطورة محتملة كبيرة على البشر.
ويشهد العالم انتشار بعض الأمراض المنقولة بالبعوض ومنها الملاريا وحمى الضنك والحمى الصفراء وحمى غرب النيل والالتهابات الدماغية والزيكا، وهناك خطورة لانتقال العديد من الأمراض الحيوانية المصدر للإنسان، مما يتطلب العمل على زيادة الاهتمام بالتقصي والترصد والإنذار المبكر، وتوفير التطعيمات لكل الناس، والتعاون في تبادل البيانات والمعلومات بين الدول ودعم الدبلوماسية الصحية، ودعم وتقوية النظام الصحي بما يجعله فعال ومنصف وقادر على الاستعداد والاستجابة والمرونة في مجابهة اي تهديدات صحية محتملة، وضرورة الاهتمام بالإصحاح البيئي، وتجفيف البرك والمستنقعات، والقضاء على القوارض والحشرات الضارة، والاهتمام بالثروة الحيوانية ومتابعة صحتها وأمراضها، والتنسيق المستمر مع الصحة الحيوانية، والاهتمام بالتوعية والتثقيف الصحي المجتمعي، والتدريب المستمر للعاملين الصحيين، وتوفير جميع أدوات ووسائل الحماية والسلامة المضمونة لكل القوى العاملة الصحية وجميع الناس.
وحيث أنه لا أحد في هذه الظروف يستطيع التنبؤ بالوباء أو المرض القادم، وهل فيروسي من العائلات الفيروسية المعروفة أو غيرها، أو من الطفيليات أو البكتيريا أو أي مستجد آخر.
ولهذا يجب الاهتمام بإنشاء معامل بيولوجية متطورة ومأمونة وقادرة على القيام بواجبها على أكمل وجه، وتطوير البنى التحتية في الاتصالات والمواصلات والإسعاف والانقاذ والتدخلات العاجلة والمرافق الاستشفائية الكاملة التجهيز والمرنة والقابلة للتأقلم السريع مع طبيعة التهديدات، وتأمين سلاسل إمداد منضبطة مغلقة الحلقات وبمخزونات إستراتيجية عالية تؤمن كل الاحتياجات اللازمة للتعامل مع الحالات الطارئة مهما كانت خطورتها وحدتها وتحافظ على سياق الخدمات الصحية الاعتيادية دون تأخير أو تباطؤ .