منصة الصباح

التحديات‭ ‬والتابوهات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬المبدع‭ ‬العربي؟

بعد الثورات التي اجتاحت دول عربية عدة من اجل الحرية والكرامة هل اكتسب المبدع العربي حريته كاملة  أم أن هناك خطوط حمراء متبقية من مراحل الحكم السابقة والتي اتسم أغلبها بالاستبداد والقمع  وتابوهات جديدة طرأت بما ظهر من أحداث ووقائع سياسية وثورية مختلفة اثناء وبعد هذه الثورات  سؤال نطرحه على أسماء عربية مختلفة باختلاف المواطن والممارسات الإبداعية .. لنرى ماذا يقول المبدع العربي عن هذا الموضوع ..

استطلاع : محمد القذافي

يعدد الكاتب الليبي فتحي نصيب بعضها فيقول :

منها : ان الكاتب العربي يوجد بداخله رقيب لم يتخلص منه بعد. ومنها ايضا ان المجتمع العربي تهيمن عليه الامية الابجدية والأمية الثقافية ، والأرقام والإحصائيات مخيفة ، ومنها : ان الانظمة المستبدة نجحت خلال عقود طويلة على عزل المثقف للتواصل مع جمهوره ومتلقيه ، ويكاد ان يكون الكاتب يغني في البرية دون تفاعل مع الطرف المهم في عملية الكتابة الا وهو القاريء ،ومنها ان بعض الكتاب يمارسون اساليب غير نزيهة وغير ديموقراطية تجاه زملاء الحرف والكلمة ، كما لاتوجد مواد في الدساتير والقوانين العربية مواد تضمن حرية التعبير وتصونها او تجرم سجن وحبس الكتاب مثلا ، ومنها : ظروف النشر وعرقلة انتقال الكتاب العربي وغياب التواصل الحقيقي بين شريحة الكتاب في الوطن العربي..بمعنى اخر تحديات اقتصادية وسياسية وثقافية وقانونية وفنية واجتماعية ..تحالفت كلها لتشكل جدار امام الفكر والأدب.

منيرة العنيزي متخصصة في فن الاتكيت من ليبيا

الإبداع هو عملية ترتكز  بشكل أساسي على عمل العقل البشري مع وجود بيئة مناسبة ومشجعة وهو يلعب دورا مهما في حياة الأفراد والمجتمعات فهو يمنحهم القدرات والتطوير في مختلف المجالات  ويمثل نمط حياة وأسلوب منظم للمساهمة في كل ماهو جديد ومن معوقاته تأجيل الأعمال وعدم المبادرة لانجازها الاعتماد على الآخرين عدم تنظيم الوقت  وعدم الثقة بالنفس والإحساس بالفشل والخوف والخجل والتقيد بالعادات والسير على نمط السابقين دون تفكير او ابتكار ماهو جديد وعدم تطوير مقدرة الفرد على  خلق أفكار وحلول جديدة هذا مايعيق الإبداع

 

ابراهيم بشير زائد  قاص من ليبيا

اهم التحديات هى بناء الدولة علي اساس ديمقراطيه قوامها الاحترام والحرية والاختلاف والإنصاف..اما عن التابوهات وهم المبدع نفسه ، الخوف من الاخر مثمتلا في التشكيلات الخارجة عن القانون.. الخوف هي سمة المثقف بدليل عدم مواكبة الحدث الجلل في ليبيا إلا مانذر اهم التحديات رسم سياسية ثقافية تتحدث عن ثقافة الشعب والمواطن لا ثقافة الحكومة والنخبة  ثقافة تجعل من الثقافة سلوك ملموس لاكلام نظري يدغدغ به اسماع الناس كترف لاغير .

 

سالم التميمي  فنان تشكيلي من ليبيا

رغم حرص أكثر الساسة والحكومات على إبعاد المبدع وتنبيه من عدم الاقتراب من مثلث المحرمات (الدين والجنس والسياسة) ولكن قد تتهاون في مسالة الجنس والدين ولكنها لا تتهاون مطلقا بموضوع السياسة ولكن بعد ثورات الربيع العربي وبعد 17 فبراير أصبحت ليبيا حرة وليس هناك قيود ورقابة كما في زمن الطاغية أما الخط الأحمر والذي يتمثل في الذات الالهية والأديان السماوية والأنبياء فأني أمن إيمانا راسخا بأن لهم قدسية تجعلهم في حصانة عن أي محاولة للخوض في ذكرهم بطريقة لا تحمل الاحترام. واستخدام الدين كذريعة للظلم ومصادرة حرية الآخرين ممارسة مغلوطة للأديان.أما الخط الأحمر الثاني هو الجنس ليس بمفهومه الإنساني إنما بطريقة تناوله فيجب أن نترفع عن التعرض للجنس بطريقة فجة خالية من الحياء.ولكن أعتقد هذه الخطوط الحمراء أمر نسبي يضعها كل مبدع لنفسه ولا يفرضها أحد عليه وبالتالي تحمل المبدع مسؤولية اختياره.وعلى المبدع احترام مشاعر جميع الناس فالمبدع هو الذي يكون أو أن يضع لنفسه خطوط حمراء لا يمس قدسيتها كي لا يضعوا له الآخرون خطوطا تعيق حركة إبداعه. فالمبدع مدعو لأن يعبر عن ذاته بأسلوبه الخاص به وبشخصيته وبدون مباشرة وفيه رسالة تقرؤها بين السطور وما ورؤاها.

يوسف ابراهيم كاتب وروائي من ليبيا

المبدع العربي يواجه تحدي التخلف المجتمعي أولاً، فهو من جهة ابن بيئته المتخلفة التي يحمل جيناتها وهو من جهة أخرى يحاول جاهداً ويائساً مقاومة مجتمعه دون هوادة ودون نتيجة. وهو في كل ذلك يسبح -مجبِراً نفسه- ضد محرمات كان يُشار إليها بالدين والجنس والسياسة، وهو في كل من ثلاثتها خصم رغم أنفه لعرّابِ كل منها: إما رجل دين وإما مدّعٍ للفضيلة وإما ديكتاتور، أمّا في أيامنا فقد تحالف ثلاثتهم ضد كل تغيير وصاروا جبهة واحدة بقيادة واحدة تستهدف المثقف ولا تسمح إلا بدخول القالب.

 

سوسن غطاس  شاعرة من فلسطين

المبدع العربي في رأيي يخوض العديد من المشاكل والعقبات ، مما يخلق أمامه أيضا العديد من التحديات من أجل كتابة وصياغة ما يفكر به حقيقة ، ولا يقع في مطبات منع السلطات من السماح له بالتعبير المطلق والديمقراطي عن رأيه وما يشعر به حقيقة، في شتى الحقول الإبداعيه أدب صحافة شعر رسم غناء وغيرها من مجالات الإبداع المختلفة ، والمبدع الحقيقي هو الشخص الذي لا يبدع بعيدا عن قضاياه الحياتية وقضايا شعبه، ويكون مجسا صادقا وحقيقيا لما يدور حوله ، فما فائدة العزلة في الإبداع والرومانسية البعيدة عن الواقع أو لتخدم فئة معينة من الشعب ممكن ان تكون طبقية واستعلائية ، وهناك فرق بين التفرغ في المكان والحيز والعزلة من أجل الكتابة وبين العزلة في المضمون مشكلة اخرى اراها اليوم في هيمنة بعض الفئات والصحف والهيئات على المنشورات وتحيزهم لأشخاص وفئة معينة يشجعونهم وينشرون إبداعاتهم ، وطبعا هنا الأمور تأتي لمنفعة أو لمصلحة معينة بينما الكثير من أصحاب الأقلام والفنانين المبدعين لا تقل ابداعاتهم عن سواهم ابدا بل بالعكس نلحظ تميزها في الكثير من الأحيان ولا يأخذوا فرصتهم ، يمكثون في الظل دائما أو يهمشون ، الشيء الذي يضطرهم للتقرب من المهيمنين بهدف ترويج إبداعاتهم وبالتالي أن (يأكل من الكعكة)، لأن هدف الكاتب بالأخير نشر ما يبدع .  غياب دور النشر التي تشجع المبدع على النشر وتبني عمله مما يضطر المبدع لدفع مبالغ طائلة من أجل نشر كتبه ، وإن نشرها لا يوجد ضمان كافي لبيع هذه الكتب وعدم تخزينها في المخازن ،فأغلب دور النشر اليوم هدفها تجاري محض.
هناك العديد العديد من المشاكل التي ان طرحناها لا تكفينا صفحات ، ولكن أرى أيضا تحديات أمام المبدع الحقيقي في التصدي لهذه الظواهر وأن يكافح ويناضل من أجل الوصول إلى الأمثل دائما وأن يتميز دائما ويتفوق على نفسه ويتحداها ، لأن الإبداعات نعم تقاس بجماليتها ولكن أيضا بمضمونها وعمقها والتنقيب عن تغيير الواقع المر.

نادية شيخ  صحفية من السعودية

أعتقد أن أهم الأمور التي لا يستطيع الإعلام العربي مناقشتها بحرية هي السياسات الداخلية لدولنا العربية وشؤون الإصلاح السياسي والاقتصادي ولا أقصد هنا التحدث بوقاحة لأن هذا الأمر لا يجب أن يكون مقبول لدى المثقف بشكل عام، ولكن التطرق للمواضيع وفتحها وطرحها على طاولة النقاش والحوار على شكل راق وحضاري أما بالنسبة للانفتاح الذي تشهده مجتمعاتنا ففي اعتقادي المتواضع أنه انفتاح سطحي وغير حقيقي، فالانفتاح الموجود هو يخص الشكل الخارجي والتبرج والتحرر من هويتنا الإسلامية والعربية ولكن من الداخل لا يوجد انفتاح في المضمون الثقافي والحضاري بما يتناسب وروح العصر .

 

 

 

 

 

 

شاهد أيضاً

في شارعنا تاكسي: رحلة يومية مع العناء

تاكسي الشارع: شريك الضرورة وحليف الأمل إعداد ..طارق بريدعة  لا مفر لمن  يسكن في مدينة …