نعود مرة أخرى للصحف البريطانية، وهذه المرة مع (التايمز) التي سلطت الضوء على ما اعتبرته انتشارا للفقر في إيران عاما بعد عام، حيث وصفت الحال في بلاد فارس بأنه مزيج بين البؤس والاضطرابات.
وتذكر الصحيفة أن إيران عاشت الأسبوعين الماضيين حالة مشحونة بالأسى والغضب، وكذا الشعور بالخوف من حرب وشيكة مع الولايات المتحدة.
لكن حتى قبل الغارة الجوية الأمريكية، التي قتل فيها قاسم سليماني، ردا على هجوم استهدف السفارة الأمريكية في بغداد كان الناس في إيران يواجهون الخطر والبؤس.
وتستمر قائلة إن السلطات الإيرانية وبعد اعترافها بمسؤوليتها عن إسقاط الطائرة الأوكرانية تمكنت بسرعة من تفريق المتظاهرين الذين خرجوا في طهران والعديد من المدن الأخرى، ولكن الظروف مهيأة، حسب الكاتب، للمزيد من الغضب والاضطرابات.
فالعقوبات، التي فرضت على اقتصاد مترنح أصلا، بدأت تترك أثرها المؤلم في المجتمع، فقد ارتفعت تكلفة الرعاية الصحية والإسكان في البلاد بنسبة الخمس في عام 2019، حسب مركز الإحصائيات في إيران.
وارتفعت أسعار اللحوم بنسبة 57 %، مما يجعل الكثير من العائلات غير قادرة على شرائها، ودفعت إعادة فرض العقوبات الأمريكية على إيران نحو 1،6 مليون إيراني إلى دائرة الفقر، حسب مؤسسة إيرانية تعنى بتطوير العلاقات التجارية مع أوروبا.
ويضيف التقرير إن تأثير العقوبات الاقتصادية لا يقتصر على الفقراء والمهاجرين في إيران بل إنه وصل إلى الطبقة المتوسطة، التي تشتكي من التضخم الذي أدى إلى انهيار قيمة دخلها، وعجزها عن التوفير.
ففي نوفمبرالماضي خرج الإيرانيون إلى الشارع احتجاجا على ارتفاع أسعار الوقود في 29 من أصل 31 مقاطعة في البلاد، وتصدت لهم أجهزة الأمن بعنف كبير أدى إلى مقتل 304 أشخاص على الأقل .. وهناك من يقول إن عدد قتلى الاحتجاجات وصل إلى 1500
وتختتم الصحيفة بنقل آراء لمراقبين يرون أن النظام الإيراني ليس مهددا بالانهيار، كما أن اقتصاد البلاد لا يزال متماسكا.، وهو ما يعني أن استراتيجية الولايات المتحدة التي تهدف إلى إسقاط النظام في إيران بواسطة ضرب الاقتصاد لم تثبت فعاليتها.