منصة الصباح الصباح، منصة إخبارية رقمية
مقالات مشابهة
تقرير: تقوى البوسيفي
مع دخول فصل الشتاء، يلاحظ كثير من الأشخاص، خاصة كبار السن، أنهم باتوا يشعرون بالبرد أكثر من ذي قبل، حتى في درجات حرارة كانت سابقًا مقبولة بالنسبة لهم. هذا التغير في الإحساس يثير تساؤلات: هل الطقس أصبح أكثر قسوة فعلًا، أم أن أجسامنا هي التي تتبدّل مع مرور السنوات؟
الطبيبة مبروكة الأشهب توضّح في حديثها لـ«الصباح» أن زيادة الإحساس بالبرد مع التقدّم في العمر ليست مجرّد شعور نفسي، بل نتيجة مباشرة للتغيّرات الفسيولوجية التي تطرأ على الجسم مع الزمن، إلى جانب بعض العوامل الصحية التي قد تتداخل في ذلك.
تغيّرات طبيعية… ولكنها ملموسة
تقول الأشهب إن “الإنسان كلما تقدم في العمر، تقل قدرة جسمه على إنتاج الحرارة، نتيجة تباطؤ عملية الأيض، وضعف كتلة العضلات، وتراجع نسبة الدهون تحت الجلد التي تعمل كعازل طبيعي يحافظ على دفء الجسم”.
كما أن الدورة الدموية تصبح أبطأ، فيتراجع تدفق الدم إلى الأطراف، وهو ما يفسّر الإحساس الدائم ببرودة اليدين والقدمين لدى كثير من كبار السن.
متى يصبح الشعور بالبرد مؤشّرًا مرضيًا؟
بحسب الطبيبة، لا يكون الإحساس المتزايد بالبرد مقلقًا في أغلب الحالات، لكنه قد يشير أحيانًا إلى مشكلات صحية تستوجب الفحص، مثل فقر الدم، أو قصور الغدة الدرقية، أو ضعف الدورة الدموية، وهي حالات تُضعف قدرة الجسم على تنظيم حرارته بشكل طبيعي.
وتضيف: “عندما يصاحب الشعور بالبرد أعراض أخرى كالإرهاق، أو شحوب الجلد، أو بطء ضربات القلب، يُستحسن مراجعة الطبيب لإجراء التحاليل اللازمة”.
الأدوية والأمراض المزمنة… عامل خفي
تلفت الأشهب إلى أن بعض الأدوية قد تؤثر في قدرة الجسم على التكيف مع درجات الحرارة، مثل أدوية الضغط، أو مضادات الاكتئاب، أو أدوية الغدة الدرقية. كما أن الأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب تؤثر بدورها في الدورة الدموية وتزيد من برودة الأطراف.
نصائح للحفاظ على الدفء
ولمواجهة هذه التغيرات، قدّمت الطبيبة مجموعة من النصائح العملية، أبرزها:
• ارتداء الملابس بطبقات متعددة لتوفير عزل حراري أفضل.
• الحفاظ على النشاط البدني اليومي، ولو بحركات بسيطة داخل المنزل، لتحفيز الدورة الدموية.
• تناول وجبات متوازنة غنية بالبروتين والدهون الصحية، لدعم إنتاج الطاقة.
• تدفئة الغرف تدريجيًا وتجنّب مصادر الحرارة المباشرة أو المبالغة في استخدام المدافئ الكهربائية.
• فحص الحالة الصحية بانتظام، خصوصًا عند الشعور بالبرد المفرط دون سبب واضح.
وتختم الأشهب حديثها بالقول:
“الإحساس المتزايد بالبرد ليس بالضرورة دليلاً على الضعف، بل انعكاس لتغيرات طبيعية في الجسد مع مرور الوقت. ومع بعض الوعي والعادات الصحية البسيطة، يمكننا أن نحافظ على دفء أجسامنا ونستمتع بفصل الشتاء دون معاناة.”
