مع ظهور البرتقال في الأسواق مبكراً قبل موسمه المعتاد، وغالباً ما يحمل لوناً أخضر، تتزايد التساؤلات حول القيمة الغذائية لهذه الثمار وهل تقدم الفائدة الصحية المرجوة.
يؤكد الخبراء أن تناول البرتقال غير الناضج لا ينطوي على مخاطر سمية خطيرة، لكنه يمثل صفقة خاسرة على مستوى الفائدة القصوى والمذاق، وقد يحمل أضراراً هضمية لبعض المستهلكين.
دلالة اللون الأخضر: ليس نضجاً كاملا
يشدد المختصون على أن البرتقال ينتمي إلى فئة الفواكه غير المناخية (Non-Climacteric)، ما يعني أن الفاكهة تتوقف عملياً عن تطوير السكر بعد قطفها من الشجرة وعليه، فإن اكتمال النضج المثالي (تراكم السكريات وانخفاض الحموضة) يجب أن يتم والثمرة متصلة بالشجرة.
فاللون الأخضر للبرتقال سببه صبغة الكلوروفيل. ورغم أن البرتقال في المناطق الاستوائية قد يكون ناضجاً وحلواً وهو أخضر بسبب ارتفاع درجات الحرارة التي تمنع ظهور صبغة الكاروتينات (البرتقالية)، فإن ظهور الثمار الخضراء في الأسواق عادة ما يشير إلى أنها لم تحقق بعد نسبة السكر إلى الحموضة المثالية، وأن حموضتها عالية جداً، حتى لو تم تلوينها تجارياً لاحقاً.
فيتامين C حاضر.. لكن الفائدة الحيوية ناقصة
المقارنة الغذائية بين البرتقال المبكر والناضج تكشف عن مفارقة مثيرة للاهتمام يمكن تلخيصها في أن “فيتامين C” (حمض الأسكوربيك) عال جداً في كلتا المرحلتين، وغالباً ما يصل إلى تركيزه الأقصى مبكراً، مما يضمن جرعة قوية لدعم المناعة حتى في الثمرة الخضراء.
وعلى المقابل البرتقال المبكر يكون منخفضاً جداً في الكاروتينات، التي هي مضادات أكسدة قوية ومقدمة لفيتامين A، وتتطور هذه المركبات الحيوية بشكل مكثف بالتزامن مع تكسير الكلوروفيل وظهور اللون البرتقالي.
بالتالي، يحرم المستهلك من كامل الفائدة المضادة للأكسدة.
ونقف هنا عند فشل المذاق، اذ تنخفض نسبة السكريات بشكل كبير، مما يجعل الطعم حامضاً للغاية وغير مرغوب فيه، وهذا يؤثر بدوره على “القيمة الحسية” وتقدير المستهلك للفاكهة.
خطر تهيج الجهاز الهضمي
أما عن الجانب السلبي، فإن تناول البرتقال الأخضر بكميات كبيرة قد يؤدي إلى آثار هضمية غير مريحة. فالمستويات العالية جداً من الأحماض العضوية (حمض الستريك) في الثمار غير الناضجة مقارنة بالسكريات يمكن أن تؤدي إلى:
زيادة الحموضة وتهيج المعدة خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من حساسية المعدة أو ارتجاع المريء (GERD)، أو لمن لديهم استعداد للحموضة المعوية.
حرقة خفيفة وعدم راحة حيث قد تنتج عن اختلال التوازن بين الحمض والسكر.
وفي الختام أن استهلاك البرتقال الأخضر لا يمثل خطراً صحياً خطيراً، لكنه يمثل استهلاكاً للقيمة الدنيا للفاكهة، وتوصي الجهات العلمية بضرورة استهلاك البرتقال في موسمه، عندما تكون نسبة السكر إلى الحموضة متوازنة وتظهر صبغة الكاروتينات، لضمان الحصول على أقصى قدر من المغذيات الحيوية وتجنب التهيج الهضمي الناتج عن الحموضة المفرطة
منصة الصباح الصباح، منصة إخبارية رقمية