بقلم / ياسين محمد
ليس غريبا أن يتمادى الكيان الإسرائيلي في سياسات مصادرة الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وما إعلان نتنياهو أنه سيضم منطقة الأغوار في الضفة إلى ما يدعي بأنها ارض إسرائيل في دعايته الانتخابية إلا ليجدب إليه المزيد من أصوات المتشددين الصهاينة والذين بالفعل منحوه أصواتهم وهو ليس بالأمر الجديد فالانتخابات الإسرائيلية دائما تأتي على حساب الفلسطينيين وعلى حساب أراضيهم بل وحتى دمائهم اقتضى الأمر ذلك أو لا .
وخاصة إذا ما لقيت مثل هذه التصريحات المساندة الأمريكية كما حدث منذ أيام حين تزامن الموقف الأمريكي مع تصريحات نتنياهو بإضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية المقامة في الضفة الغربية ووصفها بالقانونية فبعد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وإعلان أراضي الجولان كأراضي إسرائيلية يأتي القرار الأمريكي بقانونية الاستيطان في الضفة ليتناقض مع الموقف الدولي في تعريف أراضي الضفة الغربية .
خاصة وأن الاتحاد الأوربي يدرس هذه الأيام وضع علامة خاصة بالمنتجات التي تصدرها المستوطنات الإسرائيلية المقامة بالمخالفة للقانون الدولي على أراضي الضفة ، أما الموقف الأمريكي فهو ليس بالمستغرب فلطالما ساندت الولايات المتحدة الأمريكية دولة الكيان الصهيوني بقراراتها الأحادية .
ويبدو أن أعمال البناء على أراضي الضفة شهدت تراجعا ملحوظا هذه السنة وبالطبع لا يعود ذلك إلى عقلانية أو مواقف سياسية منضبطة بل لأسباب أخرى تتعلق بإيجاد الحجج لمزيد من التوسع على حساب الأراضي الفلسطينية.
فحسب أحد التقارير التي نشرتها صحيفة – إسرائيل اليوم – والخاصة بمعطيات البناء في أراضي الضفة أو ما تطلق عليه بأراضي يهودا والسامرة فإنه ومقارنة بأرقام العام الماضي فإن أعمال البناء عرفت تناقصا ب 27 % ففي النصف الأول من هذا العام 2019 تم بناء 827 مسكنا وحسب أقوال رئيس تنفيذي لإحدى شركات البناء والتي تنفذ هذه المشاريع الاستيطانية فإن هذا التراجع مرده إلى النقص الكبير في المعروض من الأراضي في يهودا والسامرة بينما عرفت أرقام العام الماضي 2018 تشييد 2227 منزلاً.
أما أكثر الأعوام على هذا المستوى فقد كان عام 2016 والذي كان عاما استثنائيا في هذه الناحية حيث سجل بناء 3211 شقة بينما تراجعت هذه الأرقام إلى 1697 عام 2017.
ويقول التقرير على لسان الرئيس التنفيذي لإحدى شركات الاستثمار العقاري الإسرائيلية والذي يشرف على ثمانية مشاريع استيطانية في أراضي الضفة الغربية أن تناقص أرقام ومعدلات البناء هو نتيجة ضعف حيازة الأراضي على مدار العامين الماضيين في مدن وبلدات مثل اريئيل ومعاليه ادوميم وأفرات .
والمقصود هنا هو عدد كبير من المستوطنات الصغيرة والكبيرة على أراضي
الضفة الغربية ولهذا لا نستغرب اليوم السعي المتواصل للحكومات الإسرائيلية في زيادة عدد المستوطنات وتوسيع الأخرى المشيدة فعلا.
وبذل كافة الجهود لمصادرة المزيد من الأراضي الفلسطينية والمزيد من سياسة هدم البيوت وتشريد الفلسطينيين وجرف المزارع وقطع الأشجار بحجة أو بدونها.