بقلم : د عاصم الحواسي
مقدمة
تواجه دولتنا حالة غير طبيعية، و تهديدا غير مسبوق ،و بقدر ما ان حالة الحرب القائمة مؤثرة بدرجة كبيرة في الامكانيات المعيشية و الصحية المتوافرة ،مع حقيقة النزوح في العاصمة طرابلس و غيرها من المدن، فان ظهور حالات فيروس كرونا المستجد مع عدم ادراك السلطات الرسمية، للمشكلة و غياب المبادرة في تعاملها مع الازمات،و انتظارها لحلول جاهزة، من دول اخرى فاشلة اصلا في التعامل مع الجائحة الفيروسية ، مع كل هذا يفترض بنا المبادرة بواقعية و ادراك.
الفصل الاول: الامكانيات المتاحة و الظروف المحيطه
اولا القطاع الصحي
القطاع العام ممثلا في المستشفيات العامة و المراكز الصحية منذ سنوات تعاني من اهمال و محاولات شبه رسمية للدفع باتجاه الخصخصة و الافشال، لمصلحة قطاع خاص بدون تشريعات مقيدة او سياسات مع رغبة تدشين شركات تأمين صحي قابضة او مخصصة
و يتم ذلك عن طريق شح الامدادات الدوائية و المستلزمات ، مع ازمة السيولة المالية في المصارف دفعت الكوادر الطبية العاملة للتحول للقطاع الخاص و التراخي في الواجبات اتجاه الوظيفة العامة، اضافة لاحتكار المهنة و التدريب العلمي،
القطاع الخاص مصحات و مشافي خاصة تعاظمت كما و كيفا خاصة بسبب شح خدمات القطاع العام و بسبب فقدان السيوله المالية بشكل رئيس مع عدم وجود ضوابط و تشريعات حول الواجبات و الحقوق و تتركز اكثرها في مدينة طرابلس العاصمة و استحوذت على مبالغ كبيرة من وزارة الصحة في برامج العلاج للمرضى و الجرحى
و بسبب الحرب الحالية يتم الاعتماد عليها بشكل كامل بل تعتبر كل اسرتها ممتلئة اكانت في اقسام عامة او عناية فائقة
و بإغلاق الرحلات الي تونس و تركيا و بقية اماكن علاج الجرحى تم توجيه الحالات حتى للمشافي العامة و لا يعرف للان في حال ظهور حالات مصابة كيف سيتم التعامل الفني مع حقيقة غياب وسائل الحماية القياسية و امتلاء اجهزة التنفس الصناعي و عدم وجود الكوادر الكافية لتشغيلها،
ثانيا البريد و الاتصالات تعتبر الشبكة المحمولة و خدمات الانترنت وسيلة بالامكان ان يعتمد عليها و تعزيزها في
التعليم عن بعد التوجيه و الثقيف الصحي و كذلك لو تم تعزيز العناوين البريديه يمكن استغلال ذلك في عمليات مناولة منظمة مقيدة بالشروط الصحية على مستوى البلديات في التوزيع الغذائي و الدوائي و ايضا خدمات صحية بسيطه تقلل الحاجة لكسر حضر التجوال
الكهرباء وضعية متذبذبة غير موثوقة الحالة في المدى الطويل
شركات النظافة و البيئة و التخلص من النفايات الحيوية يلاحظ من حين الي اخر تراكم النفايات في الشوارع لاسباب مختلفة مالي بالاساس مع انعدام اماكن مكبات رسمية و عدم وجود وسائل لتدوير و فصل النفايات و خطر النفايات الحيوية في هذه الظروف
المرتبات و السيولة المالية معاناة من عدم صرف مرتبات مالية و اجراءات بيروقراطية غير متوافقة مع الحالة العامة للدولة و ضعف الميكنة المالية التى تساهم في التقليل من استعمال الاوراق النقدية و هو الامر الذي يشكل عوائق في مسائل تقييد الحركة
النزوح و تواجد عائلات في اماكن ضيقة و غير ملائمة يجعلهم هدفا للجوائح الجرثومية و ينبغي التركيز عليهم بصفة خاصة
الفصل الثاني الاجراءات المتخذة
رغم الحرب كانت الاجراءات متقاربة بين الحكومتين..
تقييد الحركة
اغلاق المطارات و الحدود
محاولة توفير اماكن حجر و عزل و علاج و محاولة توفير اجهزة تنفس صناعي و هي خطوة متأخرة و ينقصها توفير كوادر كافيه لتشغيلها بشكل فعال و دون اخطاء
وسائل الحماية للكوادر الصحية و للعامة متاخرة جدا و دون المستوى و يغلب على الملف المتاجرة
الفصل الثالث المسار المجتمعي
خط الدفاع الاول مع ظهور الحالات هي الكوادر الطبية و الطبية المساعدة و ينبغي ضمان وسائل الحماية اولا لهم لضمان عدم نقل الجائحة لغيرهم و لعوائلهم
المجتمع متململ من سياسات التقييد و هناك خشية ما بعد فترة التقييد لانه واقعيا مع ظهور الحالات ينبغي اعادة التقيد بالحظر بالدرجة القصوى لمدة 14 يوم على الاقل و للاسف عدم وجود شفافية حكومية في سلسلة الاجراءات يجعل البيئة خصبة لتكهنات غير حقيقية
الفصل الرابع التوصيات
اولا وضع اليد على كل المؤسسات الصحية العامة و الخاصة بشكل جزئي او كلي و حصرها و امكانياتها و ادراجها في خطة وطنية لمحاربة الجائحة الفيروسية
ثانيا الزام كل العناصر الطبية و الطبية المساعدة و الادارية في القطاع الصحي بحضور دورات في التحكم الوبائي و دورات تخص فيروس كورونا لضمان حمايتهم و معرفتهم بطبيعة المهدد
ثالثا تكليف البلديات بتوزيع الاحتياجات الغدائية و الدوائية و ضمانها للسكان كل في نطاقه باعلى درجات الحماية و التقييد
رابعا يتم اعادة الليبين العالقين بالخارج تدريجيا و بتطبيق سياسات حجر فعلية في المنافد لمدة 5 ايام على الاقل
خامسا اغلاق الدولة بالكامل حتى 1/6
الخاتمة
هذا المهدد غير مسبوق في تأثيره العالمي و ستكون له توابع اقتصادية تتجاوز الاثر الطبي بكثير و ان استغلال الموارد و الاكتفاء الذاتي من الاهمية بمكان في هذه الظروف و ان ما بعد هذه المرحلة ستكون الانانية هي حاكمة الدول حفظ الله ليبيا