أصبح متعارف عند الناس من أواخر الخريف إلى نهاية فصل الشتاء ومع اشتداد البرودة والأمطار والرياح الشتوية العاصفة .
تنتشر الإنفلونزا والأمراض التنفسية المعدية ( ادوار البرد ) ، ومعظمها بأسباب أنتشار أنواع مختلفة من الفيروسات ومنها فيروسات الإنفلونزا الموسمية والمخلوي ( RSV ) والكورونا ومتحوراتها العديدة وآخرها ( XEC ) ولن يكون الاخير ،
وينتشر في الصين هذه الفترة فيروس ( HMPV ) المعروف بفايروس الميتانيومو ، وجميعها تشترك كونها فيروسات تنفسية لها أعراض متشابهة تقريبًا ، وتتشابه في فترات الحضانة وطرق الانتشار وانتقال العدوى ، وتشكل خطورة على الفئات العمرية التي أقل من خمسة أعوام أو كبار القدر ما فوق 60 عام ،
وكذلك من لديهم أمراض مزمنة ونقص أو ضعف في المناعة ، وفيروس الميتانيومو الذي ينتشر هذه الفترة في بعض الدول ومنها الصين هو ليس بجديد ، وتم إكتشافه في عام 2001 ، ولكن قد يتعرض الفرد لعدوى من فايروس واحد أو عدوى مزدوجة متزامنة أو متعاقبة من فيروسات مختلفة ، على الجميع أن يتبع الاحتياطات اللازمة في هذه الفترة وخصوصًا للفئات العمرية المعرضة لمخاطر الإصابة بأي من أنواع الفيروسات التنفسية أو غيرها ،
وعلى الفرد والأسرة والمجتمع القيام بدورهم في حماية أنفسهم وذويهم ، بتجنب مخالطة المصابين وعزل المصاب ، واتخاذ التدابير الصحية الوقائية المتعارف عليها ، ومنها تجنب الأماكن المزدحمة ، والأماكن المغلقة وإتباع الطرق الصحية عند العطس والسعال ، وغسل اليدين جيدًا باستمرار ، وتنظيف الاسطح ومقابض الأبواب ، والاهتمام بالصحة العامة والنظافة الشخصية والعامة ، والأكل الصحي المتوازن ، والراحة والنوم الكافي ، وعدم التعرض للتيارات الباردة والانتقال المفاجئ بين درجات الحرارة المختلفة عند ارتداء الملابس وانواعها والافضل أن تكون شتوية ( أصواف أو أقطان ) والخفيفة متعددة الطبقات افضل من السميكة وطبقة واحدة ، وأن يغطى الرأس والوجه وخصوصا منطقة الفم والأنف والأذنين ، أو الانتقال بين الغرف أو داخل البيوت واماكن العمل وخارجها ، وعند ظهور اي من الاعراض مثل الصداع والحرارة ( الحمى ) والسعال والرشح والتهاب الحلق ، الالتزام بالراحة وتناول الأدوية التي تخفض الحرارة وتسكن الآلام وتخفف السعال ، ويفضل استشارة الطبيب ،
وفي حالة صعوبة التنفس واشتداد الأعراض ضرورة الذهاب للمستشفى ، وعلى المدارس والصحة المدرسية وأولياء الامور القيام بواجباتهم التوعوية وأتباع الاحتياطات الاحترازية والتبليغ ، وتقديم الدعم والمساعدة كل في مجاله لتجنب إنتشار الإنفلونزا بشتى انواعها المعروفة والمستحدثة والمتغيرة ،
وعلى وزارة الصحة والجهات الإعلامية التوسع في برامج التوعية الصحية المجتمعية ، وتوفير البيانات الصحيحة والمعلومات الصحية الدقيقة للعامة ، وأن تتوفر للناس وسائل تواصل بمراكز صحية ونقاط اتصال طبية تتاح على مدار الساعة للردود على استفسارات الجمهور والاستجابة السريعة للتدخلات الصحية والطبية ،
حفظ الله أمتنا وبلادنا
د.علي المبروك أبوقرين