بقلم : د ابوالقاسم عمر صميدة
كيف يُصبح الانسان مسخ بعد ان كرمه الله ؟ فالمسخ هو تعريف الكائن البشرى الذى يؤذى خلق الله ، ولا يفعل الصالحات ، ولا يجيد الا السيىء من الاعمال ، ولا يتقن الا الفساد ، فهو استبدل سنة الله بين البشر وامتطى خطوات الشيطان ، انه يعيش فى غفلة من العقل ويسكن فى بؤرة من الظلام ، كأنه أتى للحياة من قاع الجحيم كنوع من أنواع الابتلاء للبشرية، كائن متناقض وسخيف لا يُطاق ، يكذب اكثر مما يتنفس ، ينشر الفساد ويُحرّض عليه ، يكره العلم والصدق والتسامح ، معادى لكل قيم الانسان ، انه ياكل ويشرب معك ويضحك فى وجهك ، ومع ذلك يغتابك ويتحدث عنك بكل سوء ، وعندما يريد منك خدمة فإنه يلاحقك كظلك ، و ينافقك بكل العبارات ويمدحك بما ليس فيك ، واذا احس بيقضتك وعرف قدرك وصدقك فإنه يتحول الى مسخ مؤذى فيخطط لانقلاب شامل عليك، وربما يورطك في مشاكل لا نهاية لها ، ولأنه محتال ونصّاب ومحترف اكاذيب فهو يملك المقدرة على تأليف القصص والحكايات والروايات، ويجد بين الناس من يستمع له ويؤازره ، بل انه ينجح فيما يفشل فيه الآخرين ، ولأنه سمج وتافه فهو لا يُجيد المواجهة بل يجيد اللف والدوران عن بُعد ، ولأنه يعجز عن المواجهة لذا فهو دوماً يفضل اطلاق الرصاص من وراء ساتر ، لانه يخشى الرماية وجهاً لوجه كما يفعل الفرسان ، ربما لكى لا تهتز يده أو يتم اقتناصه اولاً ، انه انسان ارزقى فاقد للمعايير الاخلاقية بلا وازع داخلى يسرق وينهب ويأخذ ماليس له ، ويستطيع مراكمة الثروات والبيوت والفارهات ، لانه لا يعرف الفرق بين المباح والمتاح ، بين الحلال والحرام ، بين الشرف والنذالة لانه كائن مهزوز ومشوش، قليل الحيلة يعانى من داء العجز والنقص وأوهام فقد الذات، فهو أحمق ملئ بثغرات الفراغ العاطفى والانسانى ، ويعانى اضطربات نفسية وعقلية، كائن مسخ مختل ذهنياً فاقد لكل ماهو انسانى جميل .
قاتل الله هذه النماذج الابليسية وحمى مجتمعنا الطاهر منها .