منصة الصباح

الاصابعة والحكومة في مرمى النيران

 

كل شيء كان يجري بسرعة .تلتهم النيران البيوت في الاصابعة بينما كان الأهالي منشغلين بشراء الحاجيات لاستقبال شهر رمضان المبارك .في ساعات معدودة بدأ القلق يدب في نفوس الناس مع تعدد الاسئلة .مالذي يحدث ؟وكيف السبيل لإيقاف الحرائق المتسلسة ؟ ولماذا الاصابعة دون غيرها ؟.

الصدمة التي اصابت الاهالي في الاصابعة تركت الباب مفتوحا للتأويلات والتفسيرات وكان معظمها يتهم الجن بفتعال الحرائق للإعتقاد بأن أحدهم قد أخترق المجال الحيوي للجن بحثا عن الكنوز المدفونة وتم كليا في للحظات الهلع والخوف استبعاد المنطق العلمي الذي ربما يكون وراء احتراق البيوت .

أو على الاقل ربما تكون بفعل فاعل .

السلطات المحلية في الاصابعة سارعت في إطفاء الحرائق بما لديها من إمكانيات محدودة مما دعاها إلى الاستعانة بالسلطات المحلية في المناطق المجاورة .

غير أنه كلما تمددت النيران في البيوت كان اعتقاد الناس يزداد يقينا بأن الجن وراء هذه الكارثة .

حكومة الوحدة الوطنية ارسلت فرق الأطفاء وفرق من خبراء البحث الجنائي لتقييم الوضع ومعرفة الاسباب الحقيقية وراء انتشار النيران .

ومع ذلك أُتهمت الحكومة بالتقصير ربما لأنها لم تجر مفاوضات مع حراس الكنوز لوقف إشعال النيران وتمددها .

التحدي الاكبر أمام الفرق البحثية والعلمية هو إيجاد تفسير علمي لظاهرة اشتعال النيران في البيوت لتحقيق هدف ينهي الجدل بين أن يكون الجن هو المسبب الأول أو أن هناك سبب علمي وراء ذلك .

أمام الاكاديميين في المراكز البحثية فرصة تاريخية لوضع الامور في نصابها وفي حقيقتها حتى يتغير التفكير الجمعي بين الحقيقة والخيال ووضعه في الاتجاه الصحيح .في حين أن فشل تفسير الظاهرة سيعطي مساحة للذين يؤمنون بالخوارق لدعم نظريتهم ومعتقداتهم وفيما بعد سيطرتهم كليا على عقول الناس والتي بدأت بنبش القبور بحثا عن السحر وصولا إلى ما يعتقدته الناس بما يجري في الاصابعة .

إن طلب السلطات المحلية بتدخل الحكومة للمساعدة هو مطلب شرعي كون أن إمكانياتها المادية محدودة.

غير أن ظاهرة اشتعال الحرائق في الاصابعة يحتاج إلى تفسيرات علمية مدعومة بالادلة والبراهين من خلال المراكز البحثية والفرق المتخصصة .

…….سالم البرغوتي

شاهد أيضاً

من هو نيرون الأصابعة؟

عبدالرزاق الداهش   هل الجن هو من أشعل النار في بيوت أهلنا بمدينة الأصابعة؟ ولماذا …