منصة الصباح

الاســم هويـة ووطـن

حـديـث الثـلاثـاء

مفتاح قناو

 

الاسم هوية، والهوية وطن، وكثيرة هي الاسماء التي تدل على أماكن محددة من الوطن، كما تشرح هذه الاسماء في بعض الاحيان مجريات وتسلسل الظروف الاجتماعية والاقتصادية لهذه الاوطان ولا تقتصر هذه الدلالات على دولة بعينها، ففي محيطنا القريب توجد العديد من الاسماء التي ندرك عندما نسمعها هوية صاحبها وأحيانا حتى ظروفه الاجتماعية ، مسقط رأسه أو ديانته أو غيرها من المعلومات.

في محيطنا العربي على سبيل المثال توجد الكثير من الأسماء التي ما أن نسمعها حتى ندرك هوية حاملها، بسيوني وعويس وعوضين لابد أن يكونوا مصريين، والمنصف والمنجي لابد أن يكونا تونسيين، فواز وغنام لابد أن يكونا اردنيين أو فلسطينيين، أما جاسم فهو بالتأكيد خليجي، وينتمي ولد خونا أحمد  وولد عبد الله إلى دولة موريتانيا، جوزيف الحاج لابد أن يكون لبنانيا أما خلة وجرجس فهما مصريين قبطيين وما يميز هذه الأسماء أنها تعطي هوية واضحة للوطن المنتمى اليه .

وفي بلادنا توجد بعض الاسماء الليبية الخالصة والتي لن تجدها إلا في ليبيا وإن كانت هذه الأسماء تعطي اشارات على مناطق محددة داخل الوطن الليبي ومنها اسم (سيفاو) وكذلك اسم ميلود هو من الأسماء الليبية الخالصة وهي التسمية الليبية لكلمة ميلاد وقد جاءت من ميلاد الرسول الأعظم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم واحياء ذكراه المعروفة في اللسان الشعبي بذكرى الميلود، ويكثر استخدام هذا الاسم في مناطق غرب البلاد الليبية .

ومن الاسماء الليبية الخالصة اسم مراجع وهو من الأسماء المحببة التي تعطي هوية واضحة للبلاد الليبية ويكثر استعماله في المناطق الشرقية من ليبيا، كما توجد الكثير من الاسماء المحلية التي لها خصوصية قبائل (التبو والطوارق) المتواجدة في الجنوب الليبي.

ما أحوجنا للاهتمام بالخصوصية الليبية والتمسك بالهوية الوطنية الليبية في كل مظاهرها من المأكل والملبس والعادات والتقاليد إلى التخطيط والتنفيذ.

هكذا يمكن أن تًبنى دولتنا القوية المعتزة بتراثها وتاريخها، بماضيها وحاضرها، عصامية معتمدة على نفسها في كل شيء، تخطط لحدود قدراتها ولحاجات شعبها الصغير العدد، دون اشتباك مع الدول الأخرى في علاقات ترهق كاهلها بالتزامات دون مقابل، ويمكن أن تعتمد بلادنا على التصنيع المحلي ما أمكن ذلك في الصناعات الغذائية السهلة وصناعات النسيج، ويمكن الاعتماد على صناعات نمتلك المواد الخام لها في بلادنا مثل صناعات الاسمنت أو البتروكيماويات وغيرها.

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …