في اليوم العالمي للمتاحف.. الصباح تسأل لماذا ليبيا غنية بالاثار و قليلة في عدد المتاحف
لقاء ـــ عبدالله الزائدي
في اليوم العالمي للمتاحف والذي يصادف الثامن عشر من مايو لاتجد الكثير من القطع الاثرية الليبية متاحف في بلاد تعاقبت عليها ومنذ فجر التاريخ الانساني اعرق الحضارات ، بينما تعرض الكثير من القطع الأثرية الليبية في متاحف العالم ، ولا تجد الاثار التى نجت من التهريب والسرقة الا المخازن مقرا لها.
ومن نحو 27 متحفا لم يتبقى الا القليل اذ اغلق عدد من المتاحف مثل متحف توكرة ، يعاني البقية ضعف الاهتمام ، بل لم نعد نسمع عن استحداث لمتاحف جديدة.
واقع الاثار الليبية بين الاهمال والسرقة تستعرضه صحيفة الصباح مع الاستاذ عبدالحفيظ المسلاتي الأكاديمي المختص في المتاحف والاستاذ بقسم الآثار جامعة بنغازي، وصاحب مبادرات وأنشطة تطوعية بنشر ثقافة المتاحف
المتاحف مدرسة مفتوحة في المجتمع
يستهل المسلاتي حديثه من دور المتاحف في المجتمع ويقول أن “دورها المجتمعي ؤئيسي في تنشيط الحس الجمالي، وتنمية الذوق، وذلك من خلال عرض المجموعات المتحفية بأسلوب فني راق، وكما تتسم المتاحف بأنها تنشر الثقافة والمعرفة في المجتمع، وذلك من تنمية الكفاءة الفنية، والخبرة العلمية، وهي عامل مهم لتحقيق حرية الفكر لدى الزائرين، وتعمل ايضا على رواج ثقافة السياحة وهنا يعتبر المتحف ساهم في زيادة الدخل القومي، ومن الناحية التعلمية هي زيادة في النشاط التربوي التعليمي، لما يقدمه من نشاطات تربوية وتعلمية، كما يساهم في زيادة المعرفة وتحفيز الأفراد على الابداع و الاختراع، كما يعتبر خير مكان للترفيه، ونشر المعرفة والثقافة الحضارية، مما يعطي أفكار جديدة للزائرين”
الحاجة الى التوعية بدور المتاحف
يرى المسلاتي ان اهتمام الكثير من الليبيين باقتناء التحف مؤشرا مهما وايجابيا ويقول مسترسلا ” تجد الان اهتماما ينتشر بثقافة المتاحف لدى المواطنين، ولكن تختلف في طبيعة عمل المتاحف، حيث أغلبهم لديهم فكرة الاقتناء والبحث عن ما هو قديم، أي أن ثقافة المتاحف موجودة ولكن لابد من التأكيد عليها ونشر هذه الفكرة من خلال برامج توعوية لأهمية المتاحف ودورها في خلق مجتمع راق ذواق للفن و للثقافة، وإذا سألتني هنا حول تعريف المتحف سأربطه بشكل تلقائي بالآثار، وهل هذا صحيح؟
ستكون الإجابة ان هذا التعريف يعتبر قديم جداً، ولكن الان تعريف المُتحف أختلف كلية، أو تم إضافة مفاهيم أخرى اليه، حيث أن المتحف يمكن تعريفها : بأنها مؤسسة تربوية تعليمية ثقافية وترفيهية دائمة، غير ربحية، تعمل على خدمة المجتمع من خلال قيامها بجمع وحفظ وعرض وصيانة التراث الحضاري والتاريخي الإنساني والطبيعي، كونه الجهة التي تقوم بجمع وصيانة تراث الإنسانية وتحافظ عليه وتعرضه بأساليب شيقة وممتعة وهذا يعتبر التعريف الجديد للمتاحف، وقد أخذت المتاحف تلعب دوراً بارزاً في تأصيل الانتماء ، وإحياء الزمان، وذلك من خلال المشاركة بوسائل مختلفة في المناسبات الوطنية والعلمية، تفتح أبوابها مجانًا للزائرين ”
الخروج من زاوية النظر المحدودة الى أن المتاحف
يرى المسلاتي أن المجتمع في حاجة الى الخروج من زاوية النظر الى أن المتاحف اثرية فقط و لابد من تغيير الصورة الذهنية عن المتاحف لدى المسئول والمجتمع ، وأن تنتشر فكرة أشمل عن المتاحف وتغيير النظر اليها بانها محصورة في القطع الأثرية، بل لها علاقة بكل ما أنتجه الإنسان عبر العصور حتى عصرنا هذا، وكل الأفكار المستقبلية.
ويستغرق المسلاتي في التوضيح عن انواع المتاحف قئلا “تنقسم المتاحف في العالم إلى أنواع رئيسية مثل متاحف الأثار، متاحف الفنون، متاحف العلوم، ويتم تحديد نوع المتاحف على حسب معروضاتها، وهنا نشأ التخصص المتحفي من خلال المعروضات المختلفة في المتاحف ، مثل المتاحف التاريخية ومتاحف الأطفال، والمتاحف الصحية، ومتاحف المواصلات والبريد، متاحف الاتصالات، والمتاحف البحرية، وغيرها من المتاحف الأخرى، لان المتاحف أصبحت تدخل في كل ما أنتجه الإنسان او يتعامل معه في حياته، وطبعًا لكل نوع من المتاحف أهداف خاصة بها،وخصوصية علمية وثقافية للترفيه.
المتاحف مخلص حياة مجتمعات
ويعلل المسلاتي ضعف انتشار الوعي باهمية المتاحف في ليبيا بانه نتيجة ما اعتبره فراغا ثقافيا في المجتمع، قائلا “تعبر المتاحف مثلها مثل التنوع الثقافي في المجتمع تأثر تأثيرا مباشرا، لان المتاحف لها وظائف عديدة من نشر المعرفة والثقافة المجتمعة وتوعية المجتمع بأهمية الموروث الثقافي وهذا يعتبر من أهداف المتحف فلذلك تأثر المواطن بعدم وجود المتاحف وما تقدمه من برامج لرفع الروح المعنوية للمجتمع في الانتماء والهوية الوطنية ،أي أن المتاحف تعتبر معامل لكل البرامج الثقافية والمعرفية في المجتمع لأنها في داخلها نتاج إنساني أو مخلص حياة مجتمعات”