الصباح-وكالات
اتهم كاتب بريطاني المجتمع الدولي بالتراخى في إدانة المذبحة التي تعرض لها المسلمون في الهند قبل أيام.
فبينما كان المسلمون يُقتلون في الهند, بدا العالم متثاقلا في إدانة أعمال العنف التي شهدتها مؤخرا العاصمة نيودلهي, على حد تعبير باتريك كوبيرن في مقاله بصحيفة إندبندنت البريطانية.
واستعرض الصحفي المتخصص بحروب الشرق الأوسط ما تعرض له المسلمون أواخر فبراير الماضي في دلهي . ففي ذلك اليوم جابت حشود من القوميين الهندوس شوارع المدينة وأضرموا النيران في المساجد ومنازل المسلمين ومتاجرهم وشركاتهم ونهبوها, وقتلوا أو أحرقوا المسلمين أحياء.
وأوضح الكاتب أن الشرطة الهندية تركت المسلمين دون حماية تُذكر, مشيرا إلى أن 37 شخصا -جميعهم تقريبا من المسلمين- قُتلوا وتعرض كثيرون آخرون للضرب حتى شارفوا على الهلاك.
بل إن جموع الهندوس جردوا طفلا لم يتجاوز عمره العامين من ملابسه ليتأكدوا عما إذا كان مختونا أم لا, ذلك أن الختان عادة إسلامية وليست هندوسية, وفقا للكاتب الذي تابع سرد وقائع ما حدث ذلك اليوم قائلا إن بعض المسلمات تظاهرن بأنهن هندوسيات لكي يتمكن من الفرار بجلدهن.. ومع أن تواطؤ الحكومة لم يكن مباشرا , فإن نشطاء حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم بزعامة رئيس الوزراء ناريندرا مودي كانوا في طليعة الهجوم على المسلمين.. فقد أظهر مقطع فيديو رجالا مسلمين وقد غطت الدماء وجوههم جراء ما تعرضوا له من ضرب, بل وأجبرتهم الشرطة على الانبطاح أرضا وترديد أناشيد وطنية.
وأشار مقال إندبندنت إلى أن مودي لم ينبس ببنت شفة لعدة أيام قبل أن يطلق نداءً «غامضا» دعا فيه إلى الحفاظ على «السلام والتآخي».. وانفضحت حقيقة موقف الحكومة الهندية تجاه العنف عندما أقدمت على نقل موراليدار قاضي محكمة دلهي العليا المعروف بانتقاده لسلوكها إبان أعمال الشغب تلك.
وشدد الصحفي البريطاني على ضرورة عدم الاستخفاف بالتهم الموجهة للزعماء السياسيين وحكوماتهم بسبب سلوكهم الفاشي الشبيه بالأنظمة الفاشية التي حكمت ألمانيا في إيطاليا ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي.
ووصف رئيس الوزراء الهندي وحزبه بهاراتيا جاناتا في تبنيهما القومية المتطرفة واستعدادهما لاستخدام العنف, بأنهما أقرب الأنظمة اليمينية المتطرفة إلى الفاشية التقليدية.. وأكد أن القومية الهندوسية ومحاولة تهميش أو طرد مئتي مسلم هندي من البلاد تحتلان موقعا متقدما في صلب أجندة الحزب الحاكم وزعيمه مودي.
واتهم الكاتب المجتمع الدولي لما اعتبره تلكؤا من جانبه في فهم فداحة ما يحدث في الهند. وعزا ذلك التثاقل إلى أن حكومة مودي ظلت تقلل من شأن مشروعها الرامي لتغيير وضعية البلاد باعتبارها دولة تعددية علمانية.
وقال إن عدد المتأثرين سلبا بهذا التغيير من الضخامة بحيث إذا كانت لدى الأقلية المسلمة في الهند دولتهم المنفصلة لكانت ثامن أكبر بلدان العالم من حيث تعداد السكان.. وبرأي كاتب المقال فإن العنف الذي اندلع في دلهي مؤخرا ينبع من الخوف الكراهية التي قدح زنادها حركة الشغب ضد المسلمين بتوجيه من الحكومة الهندية.
ويتجلى استعداد مودي وحزبه الحاكم بالمضي قدما في حملتهم المناوئة للمسلمين بوضوح في إقليم جامو وكشمير ذي الغالبية المسلمة, وإعلانهم عن إلغاء الحكم الذاتي الذي ظل يتمتع به.
ورغم أن أعمال العنف والحرائق والقتل التي شهدتها دلهي الأسبوع الماضي ضد المسلمين حظيت بتغطية إعلامية على نطاق واسع, فإنها قوبلت بقدر من الصفح والتسامح دوليا, طبقا لمقال إندبندنت.
وفي لفتة ساخرة, عرج الكاتب في ختام مقاله إلى زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤخرا إلى الهند في وقت كانت دلهي تتعقب المسلمين وتقتلهم.