منصة الصباح

الإنترنيت‭ ‬بحر‭ ‬شاسع

نافذة

بقلم /محمد‭ ‬الهادي‭ ‬الجزيري
وجدت‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ :‬
قصّة‭ ‬العادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬وأصل‭ ‬الأشياء
صدفة‭ ‬وجدتني‭ ‬أمامه‭ ..‬بغلافه‭ ‬المميّز‭ .. ‬وألفيتني‭ ‬أحمّله‭ ‬من‭ ‬الإنترنيت‭ ‬على‭ ‬جهازي‭ ‬الخاص‭ ‬فهو‭ ‬كتاب‭ ‬هام‭ ‬ومهم‭ .. ‬يُحرّك‭ ‬فيّ‭ ‬ظمأ‭ ‬المعرفة‭ .‬‭.‬،‭ ‬فهو‭ ‬يطرح‭ ‬موضوع‭ ‬العادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬عبر‭ ‬العصور‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬إمتاعه‭ ‬للقارئ‭ ..‬يصل‭ ‬بالأمور‭ ‬إلى‭ ‬جذورها‭ ‬ويربطها‭ ‬بها‭ ‬ويكشف‭ ‬عن‭ ‬الطموح‭ ‬اللامحدود‭ ‬لدى‭ ‬الإنسان‭ ‬منذ‭ ‬بداياته‭ ‬الأولى‭ ..  ‬ثمّ‭ ‬يفسّر‭ ‬كلّ‭ ‬أمر‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬القوى‭ ‬الميتافيزيقية‭ ‬ويعود‭ ‬به‭ ‬إلى‭ ‬أصله‭ ‬وسبب‭ ‬وجوده‭ ‬أو‭ ‬ظروف‭ ‬اكتشافه‭ ..‬دون‭ ‬سقوط‭ ‬في‭ ‬الغيبيات‭ ..‬فهو‭ ‬كتاب‭ ‬علميّ‭ ‬يردّ‭ ‬كلّ‭ ‬شيء‭ ‬إلى‭ ‬جذوره‭ ..‬
‭ ‬لنبدأ‭ ‬بحادثة‭ ‬شدّتني‭ ..‬الإنسان‭ ‬يفعل‭ ‬في‭ ‬سرّية‭ ‬تامّة‭ ‬عديد‭ ‬الأشياء‭ ..‬ويفسّر‭ ‬كلّ‭ ‬شيء‭ ‬حسب‭ ‬وجهة‭ ‬نظره‭ ..‬،‭ ‬فكلّ‭ ‬من‭ ‬يختفي‭ ‬عن‭ ‬الأنظار‭ ..‬أكيد‭ ‬هو‭ ‬يتواصل‭ ‬بالعالم‭ ‬الآخر‭ ‬ويتمتّع‭ ‬بسرّ‭ ‬كبير‭ ‬وأخاذ‭ ‬له‭ ‬علاقة‭ ‬بالسماء‭ ‬أو‭ ‬بمن‭ ‬يمثلها‭ : ‬‮«‬‭ ‬مثلا‭ ‬إنّ‭ ‬الحيوان‭ ( ‬الأرنب‭) – ‬كنموذج‭ –   ‬يمضي‭ ‬وقته‭ ‬تحت‭ ‬الأرض‭ ‬للتوصل‭ ‬مع‭ ‬روح‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬الآخر،‭ ‬ممّا‭ ‬جرّهم‭ ‬للاعتقاد‭ ‬بحيازة‭ ‬هذا‭ ‬الحيوان‭ ‬على‭ ‬معلومات‭ ‬سريّة‭ ‬حُرم‭ ‬منها‭ ‬البشر‭..‬‮»‬‭ ..‬
‭ ‬كان‭ ‬وما‭ ‬يزال‭ ‬خجل‭ ‬الأمّ‭ ‬من‭ ‬أطفالها‭ ‬وحرجها‭ ‬الكبير‭ ‬منهم‭ ..‬حين‭ ‬تلد‭ ‬مولودا‭ ‬جديدا‭ ..‬
وقد‭ ‬تحايلت‭ ‬عديد‭ ‬المرّات‭ ‬عليهم‭.. ‬من‭ ‬ضمنها‭ ‬هذه‭ ‬القصة‭ ‬الطريفة‭ ‬التي‭ ‬تحكي‭ ‬عن‭ ‬اسكندنافية‭ ‬وكيف‭ ‬كانت‭ ‬الأمّهات‭ ‬تلجأ‭ ‬إلى‭ ‬كذب‭ ‬أبيض‭ ..‬متفائلات‭ ‬بطائر‭ ‬اللقلق‭ ‬الذي‭ ‬يعيش‭ ‬سبعين‭ ‬عاما‭ ‬ويبني‭ ‬عشّه‭ ‬فوق‭ ‬مداخن‭ ‬المنازل‭ ..‬وحين‭ ‬يكبر‭ ‬الطائر‭ ‬يجد‭ ‬العناية‭ ‬من‭ ‬قِبل‭ ‬الطيور‭ ‬اليافعة‭ ‬من‭ ‬اهتمام‭ ‬ورعاية‭ : ‬‮«‬‭ ‬اعتادت‭ ‬الأمّ‭ ‬الاسكندنافية‭ ‬،‭ ‬تفسير‭ ‬ولادة‭ ‬طفل‭ ‬جديد،‭ ‬بإخبار‭ ‬صغارها‭ ‬أنّ‭ ‬طائر‭ ‬اللقلق‭ ‬أتى‭ ‬به‭ ‬وأنّه‭ ‬عضّ‭ ‬قدمها‭ ‬قبل‭ ‬رحيله‭ ‬ممّا‭ ‬ألزمها‭ ‬الاستراحة‭ ‬في‭ ‬الفراش‭ ‬لبضعة‭ ‬أيام‮»‬‭.. ‬
وصلنا‭ ‬إلى‭ ‬كعكة‭ ‬الزفاف‭ ‬إذ‭ ‬تقول‭ ‬الأسطورة‭ ‬والأخبار‭ ‬المتناقلة‭ ‬أنّ‭ ‬خبازي‭ ‬الرومان‭ ‬بدؤوا‭ ‬حوالي‭ ‬عام‭ ‬100‭ ‬ق‭ / ‬م‭ ‬بإعداد‭ ‬القمح‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬كعكات‭ ‬صغيرة‭ ‬حلوة‭ ‬المذاق‭ ‬ليتمّ‭ ‬تناولها‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬قذفها‭ ‬كما‭ ‬جرت‭ ‬العادة‭ ..‬لكن‭ ‬كراهية‭ ‬مدعي‭ ‬القران‭ ‬لترك‭ ‬عادة‭ ‬رشّ‭ ‬القمح‭ ‬على‭ ‬العروسين‭ .. ‬أخذوا‭ ‬يرشّونها‭ ‬بالكعك‭ …( ‬رجم‭ ‬هذا‭ ….‬أم‭ ‬فرح‭ ‬وعرس‭ ‬؟‭! ): ‬‮«‬‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬كعكة‭ ‬الزفاف‭ ‬تؤكل‭ ‬من‭ ‬قِبل‭ ‬العروسين‭ ‬على‭ ‬الدوام،‭ ‬بل‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬الأصل‭ ‬تُقذف‭ ‬على‭ ‬العروس‭..‬واعتبر‭ ‬القمح‭ ‬لفترة‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬رمزا‭ ‬للخصب‭ ‬والرخاء،‭ ‬فكان‭ ‬واحدا‭ ‬من‭ ‬أوّل‭ ‬أنواع‭ ‬الحبوب‭ ‬التّي‭ ‬تُرش‭ ‬على‭ ‬العروسين‭ ‬،‭ ‬وكانت‭ ‬الفتيات‭ ‬الصغيرات‭ ‬العازبات‭ ‬يتزاحمن‭ ‬للوقوف‭ ‬تحت‭ ‬زخّات‭ ‬القمح‭ ‬وهنّ‭ ‬يحلمن‭ ‬بأنّ‭ ‬وقوفهنّ‭ ‬هذا‭ ‬سيجلب‭ ‬عريسا‭ ‬لكلّ‭ ‬منهنّ‮»‬‭  ..‬
ثمّة‭ ‬ذكور‭ ‬ينظرون‭ ‬إلى‭ ‬المرأة‭ ‬بشكل‭ ‬مزدرٍ‭ ..‬وكان‭ ‬عليهم‭ ‬أن‭ ‬يعيشوا‭ ‬هذه‭ ‬الحقبة‭ : ‬‮«‬‭ ‬كان‭ ‬العقد‭ ‬مختصرا‭ ‬وغير‭ ‬مزّين‭ ‬ويشبه‭ ‬صيغته‭ ‬فاتورة‭ ‬البيع‭ : ‬ستّ‭ ‬بقرات‭ ‬مقابل‭ ‬فتاة‭ ‬في‭ ‬الرابعة‭ ‬عشرة‭ ‬من‭ ‬عمرها‭ ‬تتمتّع‭ ‬بصحّة‭ ‬جيدة‭ ‬‮»‬‭ .. ‬وتوجد‭ ‬عادات‭ ..‬ندعو‭ ‬إلى‭ ‬مراجعتها‭ ‬والتدقيق‭ ‬فيها‭ ‬لكي‭ ‬يقال‭ ‬عن‭ ‬الأرامل‭ ‬مثلا‭ ‬كلاما‭ ‬خاطئا‭: ‬‮«‬‭ ‬في‭ ‬بلدان‭ ‬حوض‭ ‬البحر‭ ‬الأبيض‭ ‬المتوسط‭ ‬كانت‭ ‬الأرملة‭ ‬ترتدي‭ ‬حجابا‭ ‬وملابس‭ ‬سوداء‭ ‬طيلة‭ ‬عام‭ ‬كامل‭ ‬لتختفي‭ ‬عن‭ ‬أنظار‭ ‬الروح‭ ‬المتجولة‭ ‬لزوجها‭ ‬الميّت،‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬أصل‭ ‬ارتداء‭ ‬اللون‭ ‬الأسود‭ ‬أثناء‭  ‬الحداد‭ ‬ما‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬احترام‭ ‬الميّت‭ ‬‮»‬‭ ..‬ثمّة‭ ‬حقائق‭ ‬غريبة‭ ‬ومثبتة‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬الإنساني‭ ..‬مثل‭ ‬أكل‭ ‬الشمع‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجماعات‭ ..‬إذ‭ ‬كانت‭ ‬الشمعة‭ ‬تُصنع‭ ‬من‭ ‬الشحم‭ ‬عديم‭ ‬اللون‭ ‬والطعم‭ ‬المستخرج‭ ‬من‭ ‬الحيوان‭ ‬أو‭ ‬الزيت‭ ‬النباتي‭ ‬ممّا‭ ‬جعل‭ ‬الشمعة‭ ‬صالحة‭ ‬للأكل‭ .. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬تمّ‭ ‬بالضبط‭ ‬عديد‭ ‬المرّات‭ ‬لكثيرين‭ ‬من‭ ‬فئات‭ ‬المجتمعات‭ ‬الأولى‮»‬‭ .. ‬‮«‬‭ ‬وهناك‭ ‬دلائل‭ ‬كثيرة‭ ‬تؤكد‭ ‬كيف‭ ‬أنّ‭ ‬جنود‭ ‬الرومان‭ ‬كانوا‭ ‬عند‭ ‬جوعهم،‭ ‬يقتاتون‭ ‬بمخصصاتهم‭ ‬من‭ ‬الشموع،‭ ‬وبعد‭ ‬قرون‭ ‬اعتاد‭ ‬موظفو‭ ‬المنارات‭ ‬في‭ ‬بريطانيا،‭ ‬الذين‭ ‬ينعزلون‭ ‬في‭ ‬مناراتهم‭ ‬شهورا‭ ‬متتالية،‭ ‬تناول‭ ‬الشمع‭..‬‮»‬

شاهد أيضاً

السفير التونسي ينفي منع دخول الليبيين دون سن الـ35 عبر معبر ذهيبة الحدودي

  نفى سفير ليبيا في تونس، مصطفى قدار، ماتم تداولها عبر بعض صفحات التواصل الاجتماعي …