منصة الصباح

الإنترنت والمصداقية

بقلم / د. أبوبكر مصطفى الوصيف

يتشكل الانترنت وسيلة إعلامية حديثة مليئة بكم وافر من المعلومات من مختلف أنحاء العالم وهذه المعلومات التي تنتشر بسرعة فائقة تشتمل في بعضها على أخبار ومعلومات كاذبة، حيث نشير هنا إلى بعض الأخبار التي يطلع عليها المواطنون في مواقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك) على سبيل المثال فبعض هذه الأخبار كاذبة فيما يخص تناولها للشأن الليبي وتستهدف أمن الوطن والمواطن وزرع الفتنة في بعض مقاصدها الخسيسة.

ويركز العديد من الباحثين في مجال الإعلام في دراساتهم حول المصداقية من خلال المصدر والرسالة، ويرى البعض الآخر أن المصداقية تفاعل بين ثلاثة عناصر وهي: المصدر والرسالة والمستقبل، وبالرغم من أن الرسالة والمستقبل تم الاهتمام بهما مؤخرا إلا أن هناك اهتمامأ ضعيفا بالوسيلة نفسها التي توصل الرسالة.

فخصوصية الانترنت تكمن في أنه صمم ليكون غير قابل للتحكم فيه، والمعلومات فيه حرة تتحرك بحرية تامة، فالتكنولوجيات الرقمية خفضت تكلفة نشر المعلومات مع زيادة فرص الحصول على تلك المعلومات والنتيجة هي المزيد من المعلومات المتاحة، والتي يمكن الوصول إليها بسهولة أكثر من أي وقت مضى، وهذا ربما يؤدي إلى مشاكل كثيرة في دقة المعلومات ومدى مصداقيتها ويمكن القول بأن هناك بعض الشكوك حول المعلومات الموجودة على الانترنت. في مقابل ذلك فالكتب والمجلات والأخبار الورقية والأخبار المعروضة في التلفزيون، فالانترنت لا يحتوي على نظام تحريري كامل ومراجعين للنظام والأخبار المنشورة وحتى لو وجد هذا النظام فسيكون من الصعب جدا أن يراجع كل هذا الكم من المعلومات المنشورة، التقنية الالكترونية كذلك تتيح سهولة تغيير المعلومات بعد النشر.

فيما أشارت بعض دراسات الباحثين أن الجمهور يستخدم الانترنت لثلاثة أسباب رئيسة هي

ليحصل على المعلومات التي لا يمكنه الحصول عليها من أي مكان آخر.

ليتمكن من البحث عن الموضوعات الإخبارية التي تهمه من بين المصادر المتعددة.

* بسبب سهولة وراحة الحصول على الأخبار من الانترنت. ومع كمية المعلومات والأخبار المتاحة على الانترنت ومع عدم معرفتنا لمدى مصداقية هذه المعلومات وكيفية تقييمها، فالجمهور غالبا يبحث عن المصدر ليتمكن من تقييم هذه المعلومات فثقته في المصدر تجعله يثق في المعلومات التي وضعها هذا المصدر، ولكن المشكلة هنا أنه غالبا يكون من الصعب معرفة مصمم هذه المواقع وهل هو تابع لمؤسسة أم هيئة أم فرد، خاصة مواقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك) . وعموما فإن مصداقية الانترنت تنبع من عاملين وهما: * خبرات الجمهور السابقة وآراء أشخاص موثوقين.

لا تقارير عن الانترنت في وسائل الإعلام الأخرى، كالتلفزيون والراديو والصحف المطبوعة.

فهذان العاملان يسهمان في تقليل أو زيادة الصورة الخاصة بمصداقية الانترنت لدى المستخدمين.

خصوصا لأن الانترنت هدد بسرقة كل من الجمهور والمعلنين بعيدا عن الوسائل التقليدية بسبب زيادة مصداقيته واعتماد الجمهور عليه في الحصول على الأخبار بشكل ملحوظ.

ولا بد هنا من مختلف المؤسسات الحكومية في ليبيا توضيح صورة الواقع الليبي بما يفند الأكاذيب التي يبثها البعض عبر الانترنت.

 

شاهد أيضاً

فئة الخمسين… وحال المساكين

باختصار بقلم د. علي عاشور قبل أيام انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي صور لقرار خازن …