منصة الصباح

الإعصار دانيال

الإعصار دانيال

مفتاح قناو

تمر مناطق بالشمال الإفريقي هذه الأيام ببعض الكوارث الطبيعية، منها الزلزال المدمر في بعض المدن المغربية، ونسأل الله أن يخفف هذا البلاء على أهل المغرب، ومنها أيضا العاصفة القوية المسماة إعصار دانيال، الذي تحرك من القارة الأوروبية باتجاه ليبيا، بعد أن ضرب ثلاث دول أوروبية هي تركيا وبلغاريا واليونان، وقد كان شديد الوطأة على دولة اليونان حيث سبب في خسائر جسيمة في الأرواح والأموال، وإعصار دانيال هو عاصفة ذات خصائص شبه استوائية من النادر حدوثها في شهر سبتمبر، وتكمن درجة خطورته في سرعة الرياح الهائلة، وفي ما يسببه من هطول شديد للأمطار، حيث بلغت كميات الأمطار التي هطلت في منطقة واحدة بدولة اليونان خلال أربعة وعشرين ساعة، مقدار ما يهطل في سنة كاملة، ويأتي هذا الإعصار في أعقاب موجة حر غير مسبوقة بالصيف الماضي، لم تشهد مثلها أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط من قبل، حيث سببت في اليونان في اندلاع حرائق ضخمة قضت على غابات في شمال اليونان.

إعصار دانيال ضرب بقوة مدن الشرق الليبي، حيث بلغت سرعة الرياح فيه حوالي سبعين كيلومتر في الساعة مع هطول شديد للأمطار، وقد غرقت قرى كاملة من جراء السيول، خصوصا في المناطق التي بها وديان، واقتلعت الرياح العاتية الأشجار التي سقطت على السيارات، وقد جرفت السيول عدد كبير من سيارات المواطنين.

السؤال الذي يمكن طرحة هو، الم تكن الحكومات الليبية، وكذلك جميع الجهات المسؤولة تعلم بحجم هذا الإعصار القادم وما فعله بدولة اليونان ؟

لماذا لم تتخذ الحكومات والجهات المسؤولة من الإجراءات والتدابير الاحترازية ما يخفف من الخسائر التي حدثت للمواطنين ؟

هناك الكثير مما يمكن فعله، مثل توجيه المواطنين إلى نقل سياراتهم إلى مناطق أمنة بدواخل البلاد، مثل أن يقود سكان بنغازي سياراتهم إلى واحات جالو واوجلة والحقول النفطية، ولا مانع من أن يبقوا هناك لمدة يومين حتى تنتهي مدة الإعصار، وأن يتحرك سكان البيضاء وما جاورها باتجاه جنوب طبرق حتى الجغبوب كذلك لمدة يومين حتى تنتهي العاصفة، فالسيارة بالنسبة للمواطن الليبي لها أهمية كبيرة في غياب وسائل المواصلات العامة، إضافة إلى ثمنها المرتفع، وعدم إمكانية الحصول على بديل لها.

المحافظة على أرواح وأرزاق المواطنين هي من أهم مسؤوليات الحكومة، أقول ذلك للحكومتين في الشرق والغرب، واحملهما مسؤولية ما تكبده المواطنون من خسائر، فالمسؤولية التزام وقت الحاجة، وليست ظهور تلفزيوني وقت الرخاء.

شاهد أيضاً

حكايتان (2)

زكريا العنقودي   1-رحم المنامات !!   لم يعش سوى لحظات..لكن بكاه الجميع ، وحين …