منصة الصباح

الأمن الغذائي في ليبيا بين الأرقام الصادمة وجهود الدولة

تقرير: هدى الغيطاني

أعلن مؤشر منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) وصول إنتاج الحبوب العالمي في 2023 إلى أعلى مستوياته على الإطلاق، وهو ما أدى إلى انخفاض أسعار الغذاء العالمية في يناير الماضي إلى أدنى مستوياته في قرابة 3 سنوات.

وقالت المنظمة أمس الجمعة “إن مؤشرها للأسعار، الذي يقيس التغيرات في أسعار السلع الغذائية الأولية الأكثر تداولًا عالميًّا، سجل في المتوسط 118 نقطة في يناير السابق انخفاضًا من 119.1 في الشهر السابق”.

وأشارت الفاو في تقرير منفصل إن “إن إنتاج الحبوب العالمي في 2023 يبدو أنه بلغ أعلى مستوياته على الإطلاق عند 2.836 مليار طن بزيادة 1.2% عن 2022”.

وسجل الإنتاج العالمي من الحبوب الخشنة، أو الحبوب الأخرى بخلاف القمح والأرز، أعلى مستوى له على الإطلاق عند 1.523 مليار طن، بعد تعديل بزيادة 12 مليون طن هذا الشهر.

إحصائيات صادمة

يأتي ذلك في الوقت الذي تواجه فيه ليبيا أزمة في الأمن القومي الغذائي، حيث قال برنامج الأغذية العالمي في 2022 إن ثلث الليبيين يعانون انعدام الأمن الغذائي.

وأضاف التقرير أن 13 % من الأسر الليبية عندها فجوة في الأمن الغذائي، وأن عدد الليبيين الذين يحتاجون مساعدات إنسانية يصل إلى مليون و300 ألف شخص

وأفادت التقارير أن إنتاج ليبيا من القمح والشعير خلال 2021 وصل إلى 100 ألف طن، فيما تستهلك البلاد 1.26 مليون طن سنوياً، لذلك تستورد من الحبوب أكثر من 90% من احتياجاتها ‏كما تستورد أكثر من 60 % من احتياجاتها الغذائية‏.

وفق هذه المؤشرات أكدت الفاو أن مؤشرات الأمن الغذائي في ليبيا تنذر بأن الوضع سيتدهور، فيما أشارت الأمم المتحدة إلى أن ثلث الأسر تنفق 65% من دخلها على اقتناء الغذاء، مؤكدة أن الاحتياجات الإنسانية لليبيا في 2023 قدرت بـ 300 ألف شخص.

4000 مزرعة في فزان

ورد رئيس اللجنة الإدارية للمركز الوطني للإرشاد والاعلام والتعاون الزراعي ‏بوزارة الزراعة والثروة الحيوانية حسين محمد بشير في تصريحات رصدتها الصباح، على هذه الأرقام بالتشكيك، متوقعا أن تكون تلك المنظمات استندت على إحصائياتها من الانترنت أو جهات غير موثوقة.

وقال إن الظروف الحالية لا تسمح بتمويل مشاريع زراعية، لذلك تم انشاء مركز لتمويل هذه المشروعات عن ‏طريق الاستثمار ، كاشفا عن وجود 4000 مزرعة تم معاينتها في الجنوب في فزان مازالت صالحة للزراعة وتصل مساحتها إلى 26 ‏ألف هكتار وتنتج 90 الف طن شعير ، و 40 ألف طن قمح في الموسم الماضي، وإذا كان هناك اهتمام وتوعية بالزراعة يتراوح الإنتاج من 8 الى 10 طن للهكتار الواحد ‏

وأضاف بشير إلا أن هذا الإنتاج ‏متكدس وليس لديهم طريقة لتسويقه حتى الان لذلك فهو يتعرض للأتربة والغبار، مبينا أن المصانع الليبية لا تتوفر لديها الإمكانيات لاستخدام القمح الليبي، لأن مواصفاته ليست مطابقة لإمكانياتها وأجهزتها حيث قد تكون الحبوب الليبية مكسرة وبها حشائش وتحتاج لتنقية إضافة إلى الأتربة.

فيما أشار مدير إدارة البحوث والدراسات في مركز البحوث الزراعية ادريس حسين إلى أن ‏2 % فقط من الأراضي الليبية زراعية أي حوالي 36 مليون هكتار، إضافة الى 7.5% أراضي رعوية ‏

وبشأن الري فأكد صلاح الساعدي مدير مكتب الاعلام بجهاز النهر الصناعي في تصريحات رصدتها الصباح أنه يجب على الدولة أن تقوم بتوصيل المياه للمشاريع الزراعية، معربا عن استعداد الجهاز لذلك، ولكن ليس من مهمة الجهاز توفير أنابيب مياه للمزارعين.

وأكد على ضرورة توفر خزانات ري في المشاريع الزراعية التابعة للدولة، ويجب أن تكون هناك خطة واضحة من الدولة لإدارة المياه.

الأمن الغذائي لا يقتصر على الحبوب إنما يشمل أيضا الثروة الحيوانية، وفي هذا الصدد تتعرض ليبيا وخاصة المنطقة الشرقية لمخاطر تتعلق بالثروة الحيوانية بعد انتشار الإصابات بمرض الجلد العقدي.

الثروة الحيوانية

وفي هذا الصدد قال صالح بومباركة مدير إدارة الثروة الحيوانية في الجبل الأخضر في تصريحات رصدتها الصباح أن المرض اكتشف في 31 أكتوبر 2023‏، وخلال 3 أشهر وصلت الحالات المصابة إلى 1000 رأس من الأبقار، ووصل النفوق إلى 3 رؤوس كل يومين ‏، حيث ماتت ‏105 رأس من البقر حتى الآن.

وأضاف أن المرض في تزايد مستمر حيث يتم تسجيل من ‏9 الى 10 إصابات جديدة يوميا، بسبب عدم القدرة على السيطرة على الحشرات الناقلة للمرض والمنتشرة في المنطقة.

وأشار بومباركة إلى أن قدرة الإدارة تقتصر على إجراء زيارات للمزارع ومنح إفادات بالقدرة على بيع الالبان واللحوم السليمة، مؤكدا أنهم طالبوا بتوفير إمكانيات بسيطة تتمثل في سيارة رش للحشرات ومبعض المبيدات الحشرية وملابس وقائية بعد إعصار دانيال بأسبوع واحد .

وأكد أن هذا المرض يسجل في ليبيا للمرة الأولى وأصبح خارج عن سيطرة الإدارة ولابد من تدخل الدولة للحفاظ على الثروة الحيوانية في المنطقة.

وتساءل إن كانت الدولة مستغنية عن 10 آلاف رأس من الأبقار كثروة حيوانية، معربا عن تخوفه من انتشار المرض مع حلول فصلي الربيع والصيف

ما بين إحصائيات المنظمات الدولية الصادمة بشأن الأمن الغذائي وبين جهود وتصريحات مسؤولي الدولة بشأن توفير الغذاء والحرص عليه يبقى الواقع خير ما يؤكد مدى تمكن ليبيا من تحقيق أمنها الغذائي.

شاهد أيضاً

من نيفيل جافا إلى أمادو سانو.. وشهر حداش

بداية نوفمبر الجاري استقبل النائب الثاني لرئيس مجلس النواب ووزير الخارجية وعدد من المسؤولين بحكومة …