منصة الصباح

الأعياد… وألعاب الأكباد  

باختصار

أولادنا…تلك الأكباد التي تمشي على الأرض… فاكهة الحياة وزبيب الأيام… المتعة في الصغر… والسند في الكبر… لهذا يحرص الأبوين منذ أن يولدوا على الفطرة النقية والطباع السجية على تربيتهم وتعليمهم بالشكل الذي يجعلهم أبناءً بارين بهم وبأوطانهم في المستقبل.

لكن تربية الأطفال قد تغيرت على ما كانت عليه، ففي الماضي كانت تربية الأطفال أسهل بكثير عما هي عليه اليوم، فالأسرة الممتدة (المكونة من الجدين والأعمام والعمات والأخوال) لم يعد لها دور في تنشئة الأبناء، هذا إن وجدت من الأساس، وحل محلها أدوات تربوية أخرى أبرزها القنوات الفضائية والهواتف الذكية وألعاب الفيديو وألعاب اليدوية القادمة من مدن العالم المختلفة.

وها نحن اليوم نعيش أيام العيد السعيد، وهو أحد المواسم الكبرى التي تنتشر فيها  ألعاب الأطفال بكثرة، فلا يكاد يخلوا شارع في بلادنا إلا وترتكز فيه طاولات بيع تلك الألعاب المختلفة الأحجام والأصناف…. فتزدحم الشوارع بزبائن تلك الطاولات الموسمية، فترى الوالدين أو أحدهما صحبة أبناءه يشتري ما يعجبهم من تلك الألعاب، دون أن يعي أغلبهم أن الكثير من تلك الألعاب التي يشترونها لأكبادهم الصغار تشكل خطراً حقيقياً على صحتهم العضوية والنفسية وحتى التربوية والأخلاقية أيضاً…. إذ أن بعض تلك الألعاب تحتوى على مواد كيميائية خطيرة على صحة الطفل، لاسيما الألعاب المرنة أو تلك التي تحتوي على مواد وسوائل لزجة، وحتى التي تنبعث منها روائح غريبة ونفاذة… ناهيكم عن الألعاب التي تحتوي على حواف أو زوايا حادة أو أجزاء غير مثبتة جيداً، فقد يبتلع الطفل أحد تلك الأجزاء غير المثبتة ويتعرض لخطر الاختناق.

أما انتشار الألعاب النارية وألعاب الأسلحة فعواقبها وخيمة على سلامة الطفل سواء على المدى القريب أو البعيد، فعلى المدى القريب فقد يصيب أحد إخوته أو أبناء الجيران أثناء اللعب بها، فكثير من الأطفال تعرضوا لإصابات بليغة على مستوى العيون؛ نتيجة ما ترميه هذه الألعاب التي اشتراها لهم أحد الوالدين…. أما على المدى البعيد فإن استخدام الطفل لمثل هذه الألعاب الخطرة ينمي فيه روح العدوانية والعنف والكراهية، مما يؤثر في سلوكه وأخلاقه وتصرفاته مع الجميع في المستقبل…حتى مع من كان يدلله ويلبي له كل طلباته عندما كان صغيراً.

فالله الله في فلدات أكبادكم … فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.

د. علي عاشور

شاهد أيضاً

يعطي بنته ويزيد عصيدة

جمعة بوكليب زايد ناقص لم يكن في حسباني، يوماً ما، أنني سأتحوّل إلى كاتب مقالة …