منصة الصباح

اقيلوه.. إحتراماً لتاريخه !

 

🖋 غــــــيداء القـــــــعيد

خمسة عشر عاماً و أكثر من تسعين مبارة دولية كان فيها الحكم الدولي “عبد الحكيم الشلماني” نجماً ساطعاً في سماء التحكيم جعلت الاتحادات الدولية تختاره لإدارة لقاءات دولية حاسمة على المستوى القاري و العالمي . ترك التحكيم و هو في أوج عطاءه و لم يشأ أن يغيب عن اذهان عشاق اللعبة فأختار ابنيه ” أحمد ” و ” معتز ” اللذين غرس فيهما حب هذه اللعبة الشعبية و أعدّهما جيداً و دفع بهما إلى ساحات الملاعب حكمين دوليين ليظل اسم “الشلماني” علامة فارقة في دنيا الملاعب .
إلى هنا ، و القبعات ترفع لهذه الشخصية الرياضية الفذة في عالم كرة القدم ..
إلى هنا ، و سجل هذا الحكم المميز ناصعاً برّاقاً يحتذى به و يتمنى الجميع أن يسيروا على منواله ..
إلى هنا .. و السيرة بهية .. و الذكرى جليلة .. و التاريخ يحتفي و يشيد ..
بعد هنا .. و ليتها ما كانت هذه البعد .. أضاع “الشلماني” البوصلة ، و اغرته الاضواء التي بدأت تنحسر عن شخصه بحكم الغياب و نتيجة حتميّة للإعتزال و لم يكتف بما حققه إبنيه ” احمد ” و ” معتز ” من حضور ملفت و شهرة بدأت في اللمعان ، و قرر في لحظة طيش تأتي عادة مع (ذهاب الشيرة ) أن يؤكد لإبنيه و لنا وللعالم بأسره أنه مازال نجماً يشار إليه بالبنان و تشرئب إلى طلته الأعناق و تلهج بالدعاء له الألسن ، فإنصاع في لحظة كان فيها منتشياً عندما جيء به خلفا لسلفه في إجتماع مبرمج للمكتب التنفيذي للإتحاد ، ذاق حلاوة المهمة التي لم تكن على مقاسه واستساغ التجربة رغم محاديرها و خاض -دون تفكير- إنتخابات مشكوك في صحتها ليعتلي سدة الحكم في إتحاد عام كان يوماً يسمى ” الاتحاد الليبي لكرة القدم ” و أضحى بفضل حنكته و مجموعة الدراويش المصاحبين له ” الاتحاد الليبي للهزائم ” هذا الاتحاد الذي عاصر جهابذة كرة القدم و يحظى بسجل حافل لذكريات عطرة و إنتصارات هائلة و أحداث مهولة ، و تأسس على اكتاف رجاله ” الاتحاد العربي لكرة القدم ” ، أصبح في عهد هذا “الشلماني” و صحبه أسوأ إتحاد رياضي عرفته الساحة الرياضية الدولية وحتى العالمية ، حتى أن هزائمه تعدّت المعدل القياسي الذي تحتفظ به ” موسوعة غينيس للأرقام القياسية ” !
لحكمة لا يعلمها إلا الله سبحانه .. لم يشأ السيد ” الشلماني ” إن نحتفظ له في ذاكرتنا بذلك التاريخ المشرّف الذي خلّدهُ حكماً بارعاً و نزيهاً و حاسماً قلّما تجود به الملاعب الرياضية ، و فضّل -بمحض إرادته- أن نذكره كاسوأ من تربع على كرسي رئاسة هذا الاتحاد البائس و أكثر من شوّه تاريخ الكرة الليبية على مدى سني عمرها .
أنني اناشد أعضاء الجمعية العمومية للإتحاد الليبي لكرة القدم ان تنقذ ما تبقى من ماء وجه الرجل و تقيله من منصبه شريطة ان يلتزم بيته ويتوقف عن الخوض في الشأن الرياضي ، عقاباً له على ما إقترفت يداه في حق هذه اللعبة ، والله يمهل ولا يهمل .
🖋 غــــــيداء القـــــــعيد

شاهد أيضاً

د. مجدي الشارف الشبعاني

ليبيا والشفافية المفقودة… هل يكون راتبك لحظي البداية؟

د. مجدي الشبعاني لم يكن برنامج “راتبك لحظي” مجرد تحديث تقني أو أداة لمكافحة الفساد …