بقلم /عبدالقادر العيساوي
نعتذر للقراء الكرام بوجود خطأ فى مقالى الأسبق بعنوان ورشة ميزران لصيانة المصحف الشريف حيث ورد تاريخ تأسيسها 1907 م والصحيح هو 2007 وهو خطأ غير مقصود، وأظن أن القارئ الفطن قد تنبّه لذلك، حيث أنّه ليس من المعقول أن يكون ذلك التاريخ صحيحا، لعدّة أسباب من بينها أنّ ذلك الزمن والذى مرّ عليه أكثر من قرن من الزمان، إبان العهد العثمانى، لم تكن المصاحف المطبوعة متداولة، ، حيث كانت المصاحف آنذاك نادرة ومخطوطة باليد، ولا توجد إلا عند قلّة من الناس جُلّهم من حفظة القرآن الكريم، أضافة إلى أنّ مؤسسها كما ذكرت هو: د. عز الدين عرفة، ومعلوم كذلك أن درجة الدكتوراة أنذاك ــــ فى عهد الأتراك وما يمثّله من فقر وجهل ــــ لم يكن أحد يحملها فى بلادنا ناهيك عن غيرها من البلاد، وقد شاركنى القسم الفنّى بالصحيفة فى الخطأ عندما أضافوا في بداية المقال وبالخط العريض: قرن من العمل التطوّعى، كما سبق وأن سقط اسمى منهم سهوا من مقال لى بالصحيفة العدد 51 بعنوان (وتحسبونه هيّنا)
وهذا إن دلّ على شئ فإنّما يدل على أنّ البشر بطبيعتهم يخطئون، فالكمال لله وحده، وهذا يذكرنا بما قاله العماد الأصفهانى: إنّي رأيت أنّه لا يكتب أحد ٌكتابا فى يومه إلا قال فى غده: لو غُـيّر هذا كان أحسن، ولو زِيد هذا لكان يُستحسن، ولو قُدّم هذا لكان أفضل، ولو تُرك هذا كان أجمل، وهذا من أعظم العبر، وهو دليل على استيلاء النقص على جملة البشر. وكثيرة هى الأخطاء التى تورد سواء فى الكتب أو المجلات والصحف، أو على شاشات الإذاعة المرئيّة، أو حتّى فى المصاحف الشريفة التى يُنتدَب لتصحيحها لجنةٌ من المختصّين ــــــ وما سُمّي الإنسانُ إنساناً إلا لنسيانه ـــــــــ وسأدلّل على ذلك بقليل من الشواهد اخترتها من مجلة العربى الذائعة الانتشار فى الوطن العربى والعالم، مجلّة عريقة مرّ على تأسيسها ما يزيد على ستّة عقود، وشهرتها لا تخفى على قارئ، والتى بين يدى الآن أعداد منها:
جاء بالعدد 734 يناير 2020 ص 122 إيليا أبوماضى الذى تمرّ 130 سنة على رحيله، والصحيح على ميلاده، وورد بالعدد 650 ص 209 تصويبات لثلاثة أخطاء وردت بالعدد 645 كما أنّ التصويب نفسَه فى حاجة إلى تصويب. وقد مرّ بى فى شريط على إحدى شاشات قنواتنا المرئيّة مؤخّراً لفظ رأس اجريد، بدلا من رأس اجدير، الذى لا تخفَى شهرته على ليبي.ّ
ولست أسرد هذا تبريرأ لخطأ وقعتُ فيه، وإنّما لأدلل على أنّني لم أكن أوّل من أخطأ وسوف لن أكون الأخير.