د أبوالقاسم عمر صميدة
لم يكن تصريح وزير الخارجية الإيراني الأسبق ورئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية السابق “علي أكبر صالحي” عن تفاصيل نشاط “فيلق القدس” الإيراني في شمال أفريقيا وليبيا أمراً جديداً أو سراً خطيراً كما قالت ورددت بعض وسائل الإعلام المختلفة، فالمسؤول الإيراني الذي قال في مقابلة مع صحيفة “خراسان” منذ أيام ، إنه سبق له ان دخل ليبيا بعد التشاور مع الفريق قاسم سليماني، وان فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني ارسل عناصره إلى ليبيا في هيئة رجال مسعفين تحت غطاء الهلال الأحمر الإيراني لمساعدة الهلال الأحمر الليبي! ، وتصريحه جاء في المقابلة التى نشرتها صحيفة “خراسان”، يوم الأول من يناير 2022، وكشف فيها إنه خلال وجوده في ليبيا رأي ان “فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني” قام بوضع مرافقين لمهمة محددة ، إلا أنه لم يكشف نوع المرافقين وطبيعة مهمتهم، ولماذا استخدم فيلق القدس الهلال الأحمر كوسيلة للتواجد في ليبيا ؟ كما لم يشر إلى الجهة التي تعاون معها فيلق القدس او اتصل بها، ولأن المسؤول الإيراني كان مشرفا على هيئة ايران الذرية فإن الامر بات واضحا، وكان كتاب (البرنامج النووي الليبي؛ الخروج بالورقة الحمراء) الذي صدر في القاهرة عام 2017 عن دار النديم للصحافة والنشر قد كشف في الصفحة 79 عن محاولات إيرانية للحصول على تصاميم ومخططات ليبية للأسلحة النووية، وجاء في الكتاب ان ايران كانت تحاول اللحاق بليبيا عن طريق توجيه الأسئلة للباكستانيين ولوسطاء في دبي عن مستوى العمل الذي انجزه الليبيون ووصلوا إليه، فكان الإيرانيون يحاولون بشتى الطرق الولوج إلى البرنامج الليبي، ومحاولة الحصول على مكونات اجهزة الطرد الليبية، وتسربت اخبار عن قيام بعض الأشخاص الاجانب بشراء مواد (خردة) بحمولةحاوية شملت أجزاء تالفة لبعض أجهزة النوابذ من مكب مختبرات تاجوراء وتصديرها للسودان حيث تم شحنها عن طريق الجو، كما قال د ح منصور، والخلاصة فما قاله الوزير ورئيس هيئة الطاقة الذرية الإيراني الأسبق متفاخرا ومستفزا لمشاعرنا الوطنية هو دليل على أن ايران دولة انتهازية وغير مأمونة الجانب ولا تبحث الا على ما يثير المخاوف، ويبدو ان جينات الساسانية لم تفارق المكون الإيرانى.