استعدوا للشتاء أكثر صحة
د.علي المبروك أبوقرين
إن التغيرات المناخية وتغير الطقس من عام لآخر ، وما يمر بالعالم من تهديدات صحية من الأوبئة والتغيرات البيئية ، والآثار المترتبة عن الكوارث الطبيعية ، وما تسببه من زيادة أعباء المراضة وإنتشار الأمراض ، هذا كله يتطلب من جميع الناس طالما للصحة قيمة لديهم ،
الحرص وأتباع التعليمات والارشادات الصحية لتعزيز الصحة ، والحماية والوقاية من الأمراض ، وتقليل المخاطر الصحية ..
وعليه هناك فرصة لترتيب المنازل وأماكن العمل والدراسة وجعلها صحية قبل الشتاء ، بمراجعة مصادر التيارات الهوائية الغير مرغوبة والمؤدية وصيانتها ، وصيانة التكييف والتدفئة ، أو تأمين مصادر للتدفئة المناسبة للامكانيات ، على أن تكون آمنة ولا تشكل أي أخطار على صحة وحياة الناس ، ومعالجة مصادر الرطوبة داخل البيوت بشكل عام والمنازل التي تتعرض للغمر داخلها أو خارجها أو على أسطحها بمياه الأمطار او الصرف ، وتجفيف البرك والمستنقعات نظرا لخطورتها الناجمة من الفطريات الرخوية وما تسببه من امراض للجهاز التنفسي وبعض الأمراض الجلدية ،
وضرورة العمل على رفع مناعة الجسم لأن الجهاز المناعي هو المدافع الأساسي ضد الكائنات الحية الدقيقة المسببة للأمراض ، وهو شبكة ذكية من المحاربين ويمتلك القدرة على التعرف على الجراثيم ودراستها وتطوير الأجسام المضادة ، ويعمل الجهاز المناعي بشكلٍ أفضل عندما يكون محميا من الاعتداءات البيئية ، ويتطلب دوما التوازن والانسجام بإتباع أساليب عامة للمعيشة الصحية تساعد في وظيفة جهاز المناعة المطلوبة ،
وضرورة الاهتمام ببعض الفئات العمرية مثل كبار السن لأن مع التقدم في العمر تنخفض الاستجابة المناعية ، وأكلهم أقل كمًا ونوعًا ، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية ، والاهتمام بالرضع والأطفال دون سن الخامسة والحوامل ، ومن يعانون من أمراض مزمنة ، وذوي الاحتياجات الخاصة ( الاعاقات ) ، والاضطرابات العقلية ، وذوي الدخل المحدود الغير قادرين على توفير السكن الملائم والتدفئة بشتى اشكالها ، ويفضل أولا الحصول على اللقاحات للإنفلونزا الموسمية والكورونا ، ومراجعة الأطباء للذين يعانون من الأمراض ، ولجميع الناس إتباع تعليمات المبادئ التوجيهية العامة للصحة الجيدة ، للحصول على نمط حياة صحي ، ومنها الإمتناع عن التدخين ، والالتزام بالغذاء الصحي المتوازن ( الخضروات والفواكه الموسمية الطازجة ، والحبوب الكاملة والبدور والمكسرات والبقوليات ، واللحوم قليلة الدهون ، والابتعاد كليًا عن الأطعمة المصنعة وسابقة التجهيز ، والزيوت المهدرجة ، والمشروبات الغازية ويفضل الإعتماد على المأكولات المنزلية المعدة والمحفوظة بالطرق الصحية السليمة والصحيحة ، والحرص على الأغذية المضادة للأكسدة والتي تزيل السموم وترفع المناعة ولا تسبب الأمراض ،
وممارسة أي نوع من الرياضة ، أو الحركة أو التمرين المنتظم ، لتحسين صحة القلب والأوعية الدموية وتخفيض ضغط الدم المرتفع وضبط السكري والتحكم في الوزن ..
مع محاولة تنظيم المزاج بالعبادات وممارسة رياضة المشي في الطبيعة والاسترخاء والتأمل واليوغا وتمارين التنفس ، والابتعاد عن متابعة الأخبار والبرامج والمواقع المحبطة ،والمؤثرة سلبًا على المزاج ، والحرص على الدعم الاجتماعي والأسري وتقوية أواصر الأخوة وصلة الرحم والجيرة ، وتعزيز العلاقات الاجتماعية والأسرية السوية ، والحرص على أخد أقساط من الراحة والنوم الكافي ، هذه جميعها تعزز المناعة الذاتية للجسم.
مع ضرورة الحرص على غسل اليدين باستمرار ، وتجنب لمس العينين والفم والانف دون غسل اليدين ،
مسح الأسطح بمطهرات ، والابتعاد عن المرضى والمصابين بالعدوى لمسافات آمنة ،
والالتزام بالاحتياطات الاحترازية عند اللزوم ،
والتقيد باللبس الذي يحمي من برودة الطقس ، واستخدام مظلات الامطار لتجنب البلل ، وعدم التواجد في الغرف المقفلة والمزدحمة ،
والحرص على عدم التنقل بين الغرف المتفاوتة في درجات الحرارة ،
والالتزام بالبيت عند الشعور بأي أعراض والاتصال بالطبيب أو اقرب مستوصف او مركز صحي ، واعلام جهة العمل أو الدراسة ، وان الفيتامينات والمكملات الغذائية مهمة لبعض الناس ولكن تؤخد عند الحاجة ووفق وصف الطبيب المعالج ، وعدم تناول المضادات الحيوية بدون مشورة طبية ، وكذلك المسكنات وأدوية الحموضة ،
كلما زادت قيمة الصحة عند الانسان وسعى للحفاظ عليها وتملكها وحرص على تحسينها كلما تحققت الصحة والرفاه وهكذا عند المجتمعات..
فالوقاية أسهل وأوفر وضمان
ولازال في الوقت متسع للاستعداد بصحة جيدة لشتاء بارد ممطر وأي تحديات صحية اخرى ..
.حفظ الله أمتنا وبلادنا ..