منصة الصباح

استطلاع ..فنانون يرفضون الحرب .. ويدعون لوحدة الوطن ونبذ الخلافات

نحن لم نبحث عنه … عن هذا الوطن في حلم أسطوري وخيال بعيد، ولا في صفحة جميلة من كتاب قديم، نحن لم نصنع هذا الوطن كما تُصنع المؤسسات و المنشآت.. هو الذي صنعنا هو أبونا و أمنا و نحن لم نقف أمام الاختيار، لم نشتر هذا الوطن من حانوت أو وكالة، ونحن لا نتباهى ولم يقنعنا أحد بحبه لقد وجدنا أنفسنا نبضاً في دمه ولحمه و نخاعاً في عظمه وهو لهذا لنا ونحن له»  

   محمود درويش..

كلمات من ذهب في حب الوطن اخترنا أن نبدأ بها استطلاعنا الذي تباينت فيه آراء فنانينا حيث اتفقوا في المجمل وكان الاختلاف أو التشبه في مفهوم أسئلتنا و معناه في هذا التوقيت الحساس، فمنهم من تفاعل بإيجابية وحماس ومنهم من همه قليلاً قبل أن يُبدي رأيه ومنهم من اعتذر لأسباب يراها مقنعة من وجهة نظره..للكل منا الاحترام والعرفان على اختيارهم وتمسكهم باسم «ليبيا»  واحدة موحدة رافضين الجهوية في المسميات وداعمين لوحدة الصف ورأب الصدع وعودة السلام والأمان في عموم بلادنا…  اسئلتنا كانت كما يلي:

– ماهو دور الفن والفنان في رأب الصدع بين أبناء الوطن الواحد ولملمة جراح الوطن من خلال أعمالهم الفنية على اختلافها أو عبر تأثيرهم على الراي العام على اعتبار أنهم شخصيات عامة تحظى بقبول الناس في المجتمع الليبي…؟

– هل تقبل العمل أو المشاركة في عمل يدعو إلى نبذ الفتن وتوحيد الصف والالتفاف حول ليبيا وطن للجميع مع فنانين من المنطقة الشرقية إذا كنت من الغربية أو العمل مع فناني المنطقة الغربية إذا كنت من الشرق الليبي مهما كانت أفكارك الشخصية وتوجهاتك..؟

– دعوة توجهها لكتاب الأعمال الفنية «درامية أو غنائية» والملحنين والمخرجين وشركات الإنتاج الفني للعمل على هذا الخط ليكون لكم دور في إنهاء الصراع الدائر وتوجيه رسائل للعالم أن ليبيا وشعبها واحدة موحدة مهما حدث..

ولكي لا نطيل أكثر طالعوا معنا ماذا قال الفنانون من عموم ليبيا…….

« أرفض تصنيف الفنان وأدعو لحب ليبيا»

الهادي البكوش.. ممثل  ومخرج

أنا أعتبر أن للفنان دوراً كبيراً في رأب الصدع بين أبناء الوطن الواحد ألا يكون هناك طرف ضد الآخر بل مهمة الفنان العمل على الدعوة لوحدة الوطن وترابط النسيج الاجتماعي والدعوة للم الشمل ، كما أعتقد بأن الفنانين في المنطقة الشرقية والغربية تربطهم صدقات متينة ، وكنت دائماً من الداعين لعدم زج الفنانين في الأمور السياسية التي يختلف عليها أبناء الوطن الواحد فأغلب الفنانين الواعين من كل ليبيا يؤمنون بأن ليبيا واحدة وهم رافضون للحرب بين أبناء الوطن الواحد ..

ومنهم من يقول بأن دور الفنان أن تجسيد ما يحدث .. و هنات أقول أن الفنان يجسد ما حدث وليس ما يحدث ، لأن ما يحدث الآن هو اختلاط في الأوراق والمفاهيم وليس من دور الفنان أن يجسد هذه المفاهيم المختلطة و التي ترعاها مصالح فردية أو قبلية أو تجار الحروب أو المستفيدون من عدم الاستقرار ..

فمهمة الفنان الآن الدعوة للسلم والاستقرار وبعث رسائل تدعو إلى المودة والحب والإخاء، وعند الاستقرار يستطيع الفنان أن يجسد ما حدث بعد أن تتضح الرؤى للمساهمة فيه.

وعن الاستعداد نعم على أتم الاستعداد للمشاركة في أى عمل مع كل الزملاء الفنانين الليبيين فأنا أرفض تصنيف الفنانين بالمنطقة الشرقية والغربية، نحن فنانون ليبيون وإلى الأن هناك العديد من الأعمال التي شارك فيها كل فناني ليبيا

ولا أعتقد أن هناك فناناً ليبياً يرفض المشاركة بحجة المدينة أو المنطقة فالفنان الليبي يحمل هوية ليبيا وجواز سفر ليبي ولا يصنف نفسه من أي مدينة..

دعوتي لكتّاب الأغنية والملحنين أن يكتبوا عن ليبيا….

ليبيا فقط دون تمجيد الأفراد، ويتغنوا بليبيا فقط

اما بالنسبة للمنتجين فأعتقد أن الفترة القادمة ستكون بداية لإنتاج درامي كبير يصل بالدراما الليبية إلى مصاف الدراما العربية وهذه بداية جميلة بعيداً عن الإسفاف البرامجي العادي وأنا متفائل جداً بالدراما الليبية مستقبلاً، الدراما لا تستطيع أن تنهي الخلاف والصراع الحاصل ويجب أن تنوء بنفسها عما يحدث ..

     « الفنان المؤمن بقضية الفن والوطن يدرك أن ليبيا واحدة «

جميلة المبروك  …  ممثلة  

الفنان الوطني تدفعه مبادؤه النبيلة والثابتة في حبه وإخلاصه للوطن ،من خلال المشاركة بأعمال فنية يكون هدفها لملمة جراح الوطن ولم الشمل ورآب الصدع بين أبناء الوطن الواحد من خلال الطرح الذي تتضمنه الأعمال الفنية سواءً الأعمال الغنائية أو الدرامية المسرحية أو حتى الكوميدية إن كانت ذات رسالة للمحبة والسلام و ذات أهداف واضحة لنبذ الفرقة والتفرقة والفتن وتوجه رسالة واضحة وصريحة على المستوى المحلي والدولي من خلال هذه الأعمال بأن ليبيا كانت ولازالت واحدة، هدف أبنائها بناء الوطن في ظل الأمن والأمان والسلام والإعمار.

وفيما يخص مشاركتي للزملاء نعم أقبل المشاركة وبدون شك في ذلك، وقد قمت بذلك فعلياً في الفترة القليلة الماضية من خلال عرض مونودراما عجّل خطاك للمؤلف و المخرج أحمد إبراهيم حسن…..

رغم أن لديّ ملاحظات على هذا السؤال الذي قد يفهمه البعض أن هناك مشكلة بين فنانين المنطقة الشرقية والغربية و تعميق للفرقة والتفريق وتقسيم ليبيا فنحن عرفنا ونعرف ليبيا واحدة والفنان الذي يؤمن بقضية الفن والوطن يدرك أن ليبيا واحدة والفنانين دائماً سباقون لنبذ الفرقة هكذا هم الفنانون دائماً أكبر من كل الفتن.

ومن خلال منبركم أتوجه لكل كتاب الأعمال الفنية بشتى المجالات الفنية المتنوعة والملحنين وكل شركات الإنتاج الفني ممن يحملون على عتاقهم هم الوطن ويسعون للمساهمة في هدف يسعى له كل مواطن وطني مخلص وشريف في قول ونشر الخير لأجل توحيد الصف وإخماد نيران الفتن ولملمة الجراح ولم الشمل بضرورة المساهمة بأعمال ذات هدف واحد وتكثيف وتوحيد الجهود لهذا الهدف النبيل،،ليبقى الوطن بخير ويعم السلام لأجل الوطن والأجيال القادمة…….

 « نحن اليوم في مرحلة البحث عن وطن «

وكان للممثل والمخرج..عبدالسيد آدم رأي مختصر قال فيه:ـ

أنا سعيد لأنني من جيل عرف أن الفنان من شرق ليبيا وغربها وجنوبها هو فنان ليبي فقط دون أي تصنيفات جهوية، ينشر قيم المودة و الحب و التسامح…..

و أضاف ربما نحن اليوم في مرحلة صعبة و هي مرحلة البحث عن وطن و عندما نجده حينها يمكننا أن نختلف من أجله.

 

 

 « لا أحبذ المسميات البوصلية «

عبدالسلام القرضاب… ملحن

طبعاً في الظروف القاسية أو السعيدة لموطن أي فنان يكون هو الدواء الذي يوضع على جرح الوطن وهو الصوت الذي يقول له  “سلامتك ألف سلامة ”  وهو من يطمئنه ويقول له بكلماته وألحانه وصوته وموسيقاه وحتى بلوحاته الفنية أو حتى بمشهد مرئي أو مسرحية. إنك مازلت بخير يا وطني وياحبيبي رغم كل جراحك وخصوصاً تلك الجراح التي تأتي من أبنائه..

وأيضاً الفنان هو اليد التي تطبطب على جسم الوطن وتقول له ” ستتعافى بإذن الله “، ولو لم يحدث هذا الشيء فالوطن وأبناؤه سيتأثرون أكثر فأكثر، والدلائل كثيرة حتى قبل ولادة الموسيقى والفن فكان الشعر والمُهاجاة تنتشر بقوة ولها أقلام وأصوات متخصصة يصدح صداها في أحلك الظروف والمآسي وحتى في المناسبات السعيدة ..

فالمواطن العادي يتأثر جداً بمثل هذه الأعمال الهادفة النقية التي تدعو لحب الوطن والتمسك بوحدته…….

شخصياً أقبل العمل مع أي كان المهم أن يكون هدفه حب الوطن ووحدته، ولا يوجد في قاموس حياتي شرق وغرب وشمال وجنوب إلا في البوصلة ولا أحبذ هذه المسميات في وطني لأني على يقين من أنه جسم واحد موحد مهما مرت من ظروف … فمثلاً عندما تسافر لأية دولة وعند وصولك وقبل أن يختم لك على جواز سفرك ختم الدخول هل يسألك شرطي الجوازات من أين أنت من ليبيا ؟

بالعكس سيعاملك باعتبارك مواطناً ليبياً فقط …. فهذا مانعمل ونسعى له إنني ليبي فقط ولا أحبذ هذه المسميات البوصلية……

ومن هنا دعوة أوجهها لكل فنان مهما كان تخصصه ولكل من له علاقة في الإنتاج الفني … هذا وقتكم وهذه مواقفكم التي ستجل لك مستقبلا أمام أبنائك والجيل القادم فلا تقف مكتوف الأيدي ولا تبلع لسانك ولا تخفي صوتك ولا تخبيء قلمك. فلو لم تستعمل هذه الأدوات التي من خلالها ربما نجد دواء شافياً أو ضمادة لجرح الوطن الذي ينزف أمام أعيننا ويئن بصوته المتألم .. هل من مغيث ؟! هل من محب..؟!

ويناشدنا أن نقف معه و جانبه ولو بكلمة حب شافية كي أسجل مواقفكم في مذكراتي البيضاء التي سأفتخر بها أمام الأوطان والتاريخ وكي تبقى منقوشة بأحرف من ذهب ويجدها الجيل القادم في كتبه ويفتخر بها ….

نصيحة مني لا تكونوا في الصفحات السوداء من تاريخ الوطن لأنك ستحاسب على ذلك في المستقبل من الأجيال القادمة حينها لن تجد رداً مقنعا أبداً … حفظ الله ليبيا الحب

   « ننبذ العنف و ندعم المصالحة الوطنية «

سعدالمغربي..مخرج

في إجابة مبدئية وعامة لكل أسئلتكم نعم كلنا ننبذ العنف ومع لم الشمل و المصالحة ودرء الفتن بين أبناء الوطن الواحد، كما أننا ندعم الأعمال الفنية المشتركة على كل الأصعدة الفنية ودليل ذلك هو الشعار الذي يرفعه مهرجان بنغازي للمسرح المغاربي الذي سيقام في شهر مارس القادم وهو” لم الشمل و الوحدة الوطنية والمصالحة” وسيكون بمشاركة نخبة من فناني و صحفيي طرابلس والمنطقة الغربية.

شاهد أيضاً

بحضور المدير التنفيذي للمؤسسة الوطنية للإعلام: اختتام الدورة التي اقامتها هيئة الصحافة في مجالات الادارة الحديثة

اختتمت اليوم الخميس 21 نوفمبر بالهيئة العامة للصحافة الدورة التدريبية التي نظمتها الهيئة العامة للصحافة …