- الكرة الليبية تحتاج إلى وقفة جادة وإلاّ سيكون مصيرها إلى الوراء
- خمسة مدربين.. وانشقاقات في اتحاد الكرة ودوري ضعيف ونطلب الترشح لمقارعة كبار القارة
- أهملوا الفئات السنية ودفعوا الملايين للاعبين لايستحقون هذه العقود الفلكية
- شكراً للجماهير الليبية فهي تستحق التكريم
كتب : نوري ميلاد
تصوير / مخلص العجيلي – طلال أبو ستة
ودع المنتخب الوطني تصفيات التأهل لكأس أمم أفريقيا 2019 بعد مشاركة في آخر مبارياته أمام منتخب جنوب أفريقيا في صفاقس التونسية بهدف لهدفين ، في مباراة كان يبحث عن الفوز ولاشيء غيره ليتأهل ثانياً عن مجموعته بعد نيجيريا وربما هذه المغادرة من التصفيات ليست الأولى ولن تكون الأخيرة باعتبارنا نفرط في بلوغ النهائيات بطريقة سهلة وميسورة في أغلب الأحيان ونضيع الفرص التي تتاح لنا اللعب للعب مع كبار القارة بدون مبررات لسوء التخطيط والعشوائية والاختيارات الخاطئة للمدربين واللاعبين ، وضعف اتحاد الكرة وسوء إدارته للمنتخب والدوري المحلي ينعكس سلباً على إدارة اللاعبين في المنتخب الوطني وحتى المنتخبات السنية.
ولاشيء غيره إن أردنا أن نلحق بغيرنا ونحقق مانصبو اليه وما يحدث الآن ما هي إلا جعجعة ورفع العقيرة بالصياح بلاهدف وفقاقيع صابون تتلاشى تباعاً بعد أيام قليلة ونعود لسابق عهدنا نتصارع من أجل بطولة دوري بلا طعم ولا رائحة ولا لون وننسى إخفاقنا الذي إن لم نحدد مسارنا مستقبلاً فإنه سيتواصل.
الكل يتحمل المسؤولية من بينها هيئة الرياضة التي استخدمت أسلوب المسكنات ودغدغة عواطف الجماهير بتخصيص حافلات وطائرات وغيرها لنقل الجماهير بدل اهتمامها بالبنية التحتية وفي مقدمتها الملاعب التي تعاني من الإهمال والتسيّب وعمليات الترميم والإصلاح عمليات تلفيقية وليست جذرية.
فكيف لملعب مثل طرابلس الدولي أن تقتصر صيانته على أرضية الملعب وحجرات تغيير الملابس والمنصة .. إنه يحتاج لإزالة المدرجات وأعمدة الإنارة وغيرها من المستلزمات ليكون ملعباً صالحاً للعب .. وملعب النهر وعود وشركات تأتي والانرى في الأفق شيء ، وكذا الملاعب في مدن أخرى.
ولم توضع استراتيجية لجعل الرياضة مشروعاً وطنياً مبنياً عليه في خطة مدروسة متأنية توضع على مدى سنوات من قبل خبراء مختصين والاستعانة في هذا الأمر بخبرات عالمية وعربية سبقتنا في هذا المضمار ، هومشروع لا يخضع لأمزجه الأفراد!!
واتحاد الكرة الضعيف يتعامل بأسلوب قديم أكل عليه الدهر وشرب لن يطور كرة القدم ولن تتقدم قيد أنملة مادام التفكير في كيفية إقامة دوري بدون تنظيم للحكام وتطبيق للوائح والقوانين ودون مشاركة فعالة من النوادي التي يجب أن تتحمل مسؤوليتها لتطوير كرة القدم .. اتحاد الكرة كان سبباً في تدهور حال المنتخب من اتحاد الطشاني إلى مرحلة الجعفري إلى الشلماني الآن .. تغير للمدربين وتلاعب بمشاعر الجماهير الرياضة التي عبرت عن عشقها لوطنها وانتصرت لليبيا بتشجيعها ودعمها ومؤازرتها للمنتخب في صفاقس ، تركوا كل شيء للتواجد في عين المكان لمتابعة الحدث الأم.
اتحاد كرة منذ سنوات عديدة لم يهتم بمسابقات الناشئين ولاملاعبهم ولا مدارس الناشئين ولم يهتم بالمنتخبات السنية واعتبرها منتخبات للمناسبات تشارك عندما توجه لها دعوة للمشاركة بلا استعداد ولابرمجة ولذا لن نلعب يوماً في أي نهائيات لمنتخبات الناشئين والشباب ولم نترشح لأي دورة أولمبية.
وشاركت الأندية بالمنتخب عن مصالحها في تدهور حال رياضة كرة القدم وبدل أن تكون مؤسسات رياضية تساهم في الارتقاء بالشباب تتسبب كل يوم في تراجع المستوى الفني وتدنيه وسط تشابك مصالح وصراعات داخلها أدى إلى هجرة الجماهير للأندية وبقاء مجموعات صغيرة تتصرف كما تشاء ولاتستطيع الإدارات إلا مسايرتها.
ونتاج ذلك دوري ضعيف بلامقومات ولا أسس ..ملايين تتطاير في السنوات للاعبين مستواهم أقل من عادي وللأسف لايوجد لاعب في كل فرق الدوري يستطيع أحداث الفارق الكبير بين أقرانه، فالمستويات كلها متساوية والدليل والنتائج التي نشاهدها في بطولة الدوري في المجموعتين فالأندية الكبيرة في غياب جماهيرها تخسر وتتعادل وتربح لصعوبة رغم إن لاعبيها يصنفون في خانة النجوم وعقودهم خيالية وصلت إلى الملايين!!
دوري بلا ملامح يلعب بنظام التقسيط على ملاعب لاتصلح للعب كرة القدم بالمعنى الحديث المتطور كما نراه في ملاعب غيرنا بإدارة مهزوزة غير قادرة على فرض سيطرتها على فرق الدوري مع تحكيم متذبذب غير قادر على مواكبة الجديد مع مجاملة في اختيار القائمة الدولية .. وتعيينات الحكام تتم بعد جدال واسع لإرضاء كل الأندية.. حكام بعض الأندية لياقتهم ضعيفة ويدخلون اختيارات (الكوبر) ويرسبون ويتم اعطاءهم الفرصة مرة أخرى للنجاح ولم تطور اتحادات الكرة المتعاقبة من جهاز التحكيم بفتح دورات على مستوى كبير لانخراط شباب جدد قادرين على التعامل مع هذا المجال الحساس برؤية جديدة ويحدث هذا وسط تغييب للاتحادات الفرعية التي تعمل بلا امكانات.
ولأن الأندية لم تعد تسعى لتكوين فرق جيدة في الفئات السنية الناشئة والبراعم والاشبال والأواسط فإن ذلك يعود بالسلب على الكرة المحلية ، لأن اللاعبين الجيدين هم إفراز لتكوين جيد في المراحل الأولى ، ضف إلى ذلك إن الاتحادات الفرعية أهملت تنظيم دوريات الفئات السنية بالشكل اللائق واختزلت أهدافها في انهاء تلك المسابقات بأي شكل وبدون تنظيم محكم وجيد، وهذا يمنع تطور اللعبة ويجعلها تراوح مكانها.
ونظراً لنظام الاحتراف القاصر المليء بالشوائب أصبحت الأندية ذات الوزن الثقيل تتعاقد مع لاعبي الأندية المتوسطة والصغيرة بمبالغ مبالغ فيها تصل إلى الملايين .. ولا أعتقد أن لاعباً محلياً يلعب في الدوري المحلي يصل إلى خانة المليون أقل من ذلك ولكن واقع الحال يبين أنهم تجاوزوا الأرقام الفلكية في دوري أعرج يلعب بدون حضور الجمهور في ملاعب متهالكة وفرض هذا النظام الاحترافي على الأندية المصنفة من الأوزان المتوسطة والخفيفة التعاقد مع لاعبيها ولاعبين استعانت بهم من أندية أخرى بمبالغ كبيرة مقارنة بقلة كوادرها مما جعل جميع الأندية تطالب بدعم الدولة لشراء لاعبين فقط!! واعتبرته حقا مكتسباً لها..
ولأن المنتخب هو الشماعة التي يتستر ورائها اتحاد الكرة منذ سنوات لنيل دعم الدولة باسم دعم المنتخب الوطني الذي لم تخطط له لبلوغ أي شيء ، وإنما ينادي على اللاعبين وتكليف المدربين لذر الرماد في العيون والنتائج واضحة ةلية للعيان وحتى بطولة أفريقيا للمحليين (الشان) التي فزنا بلقبها جاءت نتاج عمل سنوات سبقتها وهي بطولة حتى الآن غير معتمدة من الفيفا .. منتخبنا خسر في (الشان) و(الكان) وتصفيات كأس العالم ويغادر ولا أحد يضع النقاط على الحروف!!
نصل إلى نقطة الختام بالعودة إلى نقطة الصفر فكيف تحمل الأخطاء إلى طاقم إداري أو تدريبي أو حتى للاعبين؟
نعم اتحاد كرة بعشوائية في اختيار المدربين، فكيف لمنتخب يطلب منه أن يترشح ودربه في ست مباريات «أربعة مدربين» .. بدأ المدرب جلال البدامجة المهمة أمام السيشل في مصر ثم غادر ، ليتم التعاقد مع مغمور جزائري يحمل الجنسية البلجيكية اسمه عادل عمروش فقاد المنتخب في مباراة جنوب أفريقيا الأولى في ديربان ، ثم هرب بعد اختلاف مع اتحاد الكرة ، ليستلم المهمة مساعده انذاك عمر المريمي فلم ينجح في قيادة المنتخب أمام نيجيريا بخسارتين الأولى كانت ثقيلة برباعية نظيفة ليتم استبعاده وعرض على المدربين أبو بكر باني وفوزي العيساوي لتولى المهمة في آخر مباراتين ضد السيشل وجنوب أفريقيا، في ظرف زمني قصير ، ولكن استطاع الفوز بثمانية أهداف لهدف واحد مع العلم أن المنتخب السيشل المغمور فرض التعادل على جنوب أفريقيا.
وفي مباراة الترشح أمام جنوب أفريقيا أخفق المنتخب ولم ينجح المدربان باني والعيساوي في التعامل مع المباراة بحضور لاعبين تسعة منهم يلعبون لأندية خارج ليبيا .. ظهر الثمانية الذين شاركوا في المباراة بمستوى عادي جداً باستنثاء أحمد بن علي الذي يستحق أن نقول عنه لاعباً محترفاً وهو ليبي تكون خارج الوطن واستفاد من تجربته الاحترافية في إيطاليا وإن كانت مع أندية صغيرة واللاعبين المحليين الذين شاركوا اخفقوا أيضاً ولم يقدموا شيئاً خصوصاً في الشوط الثاني.. رذاً لم نتأهل واخفقنا في الترشح للنهائيات الكل يشارك حتى بعض وسائل الإعلام لها دور في الخسارة .. وباستثناء الجمهور الرائع الذي نرفع له القبعة على تحمله مشاق السفر والتواجد في تونس بالالآف في نقطة لا يفعلها إلا جمهور عاشق للوطنية ولمنتخب بلاده .. فهم تمنوا أن تفوز ليبيا وتتأهل إلى النهائيات ، غير أن ذلك لم يحدث للأسف..
الكرة الليبية تحتاج إلى وقفة جادة وإلا سيكون مصيرها إلى الأمام در.