عبدالرزاق الداهش
إذا استثنينا نقابة المحامين، لا إتصور بأن هناك ما نستطيع أن نقول إنها نقابة بالمعنى المهني للكلمة.
نقابة المحامين هي من تمنح إذن مزاولة المهنة من خلال العضوية العاملة، وهي من تسحبه.
والنظام الاساسي للنقابة محكوم بقانون خاص، وفي القوانين الخاص هو من يقيد العام.
يعني أن النقابة ليست فقط اطاراً للتضامن المهني، بل مؤسسة للحفاظ على جودة واخلاقيات المهنة.
فلو سألنا كم لدينا نقابة لديها مدونة قواعد للسلوك المهني؟ فقد لا نجد.
والأهم كم من نقابة سلطت عقوبات على أحد منتسبيها، لإخلالات مهنية جسيمة؟
معلمات يعملن في التعليم الخاص بمقابل دون الحد الأدنى للأجور، بأربعمئة، وثلاثمئة حتى، ولا إضراب، ولا اعتصام ولا أي عمل مطلبي.
أساتذة يفرضون على طلابهم اقتناء كتب من تأليفهم، وباسعار عالية جدأ، ولا من يقول هذا سلوك مخل بميثاق شرف العمل الأكاديمي!.
فالإضراب هو وسيلة تفاوض، بين العمال أرباب العمل.
وإلزام الطبيب، أو المعلم، أو سائق سيارة الأجرة، بمدونة سلوك أخلاقية هو احترام للمهنة من اصحابها.
للأسف هناك تشوهات كبيرة،وهناك عدم فهم، للنضال النقابي، وكراسة شروطه، ربما كمحصلة لثقافة الدولة الريعية.
وتبعًا لسوء الفهم، أو سوء التقدير زاد معدل الالتباس، واختلط لدى الكثير الخيط الأبيض، بالأسود.