د ابوالقاسم عمر صميدة
من يومين وقعت ايطاليا وفرنسا على إتفاقية ” لتعزيز التعاون الثنائى بين البلدين ” أو ما سمى بمعاهدة ” كويرينالى ” وهو إسم قصر الرئاسة الإيطالى المقابل لقصر “الإليزيه” الفرنسى ، ويتعلق الامر بشأن دور الدولتان فيما يخص ليبيا ومنطقة الساحل الافريقي ، وخصوصاً بعد قرار فرنسا الانسحاب من مالى ، وإزدياد المهاجرين وتدخّل المرتزقة وانتشار السلاح فى دول الصحراء الافريقيق ، وترى فرنسا ان نفوذها اصبح مهدداً فى المنطقة المتاخمة لدولة ليبيا وان شركاتها ستدفع الثمن ، وان حضورها فى تلك المنطقة ذات الأهمية الاستراتيجية لروما وباريس يتعرض للخطر ، بينما ترى ايطاليا ان امداداتها من النفط والغاز الليبى بدأ يتحول الى كابوس بسبب التواجد للمسلحين والفاجنر والمتشددين على تخوم منابع النفط والغاز الذى تديره شركات ايطالية ، لذا جاءت هذه الاتفاقية لتعكس المخاوف المشتركة للحليفين اللدودين ” روما وباريس” على مصالحهما المشتركة ، وفى مؤتمر صحفى لوزيرى خارجية الدولتان تشاطر الوزيران “التقدير القوي للتعاون المتزايد بين إيطاليا وفرنسا، والذى كانت احدى ثمراته كما يتضح هو المشاركة الإيطالية في فرقة العمل “تاكوبا” الاوروبية، لمحاربة الإرهاب في منطقة الساحل الافريقية ، وقد كشف برلماني أوروبي عن ان توقيع معاهدة “كويرينالي” سيضفي طابعاً خاصاً على العلاقات بين إيطاليا وفرنسا.
وقال عضو البرلمان الأوروبي من تيار ” تجديد أوروبا” ساندرو غوتسي يوم الخميس الماضى : ليس لدى إيطاليا ما تخشاه من علاقة خاصة مع فرنسا، فلم تكن مصالح بلداننا متقاربة بهذا القدر أبدًا ، خصوصاً بعد ان أدرك الإيطاليون والفرنسيون أن من الأفضل التعاون على جبال المحاكمات بدلاً من تبادل الاتهامات في وديانها” حسب قوله ، وقال : يكفي مجرد التفكير على سبيل المثال بليبيا، حيث قامت روما وباريس، اللتان تعملان من منظور تنافسي ضد بعضهما البعض، بتسهيل وصول الروس
والأتراك، وهو أمر متناقض” ، وفيما تخوض العواصم الغربية التنافس على حماية مصالحها وتقسيم النفوذ فيما بينها تغوص حكومتنا فى جدل عقيم وزيارات لوزرائها بدون نتيجة بسبب انعدام الرؤية وقلة الخبرة السياسية وتجاهل الثوابت السياسية ، وفى حين يتنقل وزراء خارجية فرنسا وايطاليا والمانيا واليونان لاقتناص الفرص وتنسيق المواقف وحماية مصالحها نرى وزيرة خارجيتنا تذهب الى البحرين التى لا تأثير لها يُذكر فى الشأن الليبي ولا ناقة لنا فيها ولا جمل وتقضى أوقاتاً ” رائعه” فى منطقة الخليج ، بينما تتفق الدول المؤثرة فى الشأن الليبي على ماتريده فى غياب كلمة حق او تحذير او تفسير لما يجرى من خارجيتنا ، واذا كان اتفاق ” كويرينالى” قد استند على حماية مصالح فرنسا وايطاليا وايقاف ومعالجة تدفق المهاجرين ، فمن يحافظ على حدود ليبيا ويمنع تحولها الى دولة مستقر للمهاجرين ؟ ومن يشرح لنا ويُقّدم تفسيرات للبنود الخاصة فى الاتفاق كى لا تصبح ليبيا ضحية لاتفاق فرنسا وايطاليا ؟ .