بوضوح
بقلم / عبد الرزاق الداهش
خالد السكران لم يرتكب مذابح ترتقي إلى شبهة إبادة جماعية في مدينة ترهونة، أو في جزر الواق واق.
وخالد السكران لم يفخخ منازل عباد الله في عين زارة والهضبة المشروع، وطريق المطار بالمتفجرات، والعبوات الناسفة.
وخالد السكران لم يجيش الشارع الليبي لحرب غير واجبة، وغير وطنية، دفع الليبيين فاتورتها على دائر المليم من لحمهم.
وخالد السكران ليس مسؤولا تاريخيا، ولا سياسيا، ولا حنائيا، ولا ادبيا على هذه الحرب العبثية،التي اخذت من نحو عشرة آلاف شاب، هذا غير الجرحى، هذا غير آلاف البيوت المدمرة، هذا غير مأساة تهجير أكثر من ربع مليون ليبي.
وخالد السكران لا علاقة له، بأي اعمال سطو على أي مصرف، او خطف لأي ناشط، ولم يسجل عليه أنه مارس العنف حتى ضد ارنب برية، ولا يحمل معه حتى قلامة اظافر.
الرجل صديق خلوق، وطيب، وشخصية هادئة، وتصالحية، واجتماعية، ومحب للخير.
نصف ما ينشره على صفحته بموقع (فيس بوك)، تعازي، او تهاني، للاصدقاء، والجيران، وقت المناسبات، والباقي دعوات للتصالح، وايقاف الحرب.
فهل لكل هذه الاسباب يخطف خالد السكران من بيته، بدون جواب واحد لاسئلة على نحو: ما السببب، وإلى أين، وما المصير.
(طيب) كم من واحد ممن كانوا ينفخون في الحرب على طرابلس، صاروا اليوم يرددون ما كان يقوله خالد في بدايت الهجوم.
نخاف على خالد من خبر صادم ذات فقدان، يتحدث عن وجود جثة ليست مجهولة الهوية على ناصية شارع الزيت، أو بأحد مكبات القمامة قرب مدينة الابيار.
لا نريد ان نقول الذكرى السنوية الاولى لاختفاءخالد السكران.
اطلقوا سراح خالد، دعوه يعود إلى بيته، يتنفس هو بلاده بحرية،سوف يحاربكم غيابه أكثر مما كان يقلقكم حضوره.