ماذا قال لي ابومازن؟
عبد الرزاق الداهش
سألت الرئيس الفلسطيني عباس ذات قيلولة رمضانية في طرابلس:
ـ لماذا لم تقم بحل السلطة ،أو (على الأقل) التهديد بحلها؟
فإذا لم يكن الخيار الأول ورقة ضميرية أمام التاريخ، يكون الثاني ورقة تفاوضية أمام الإسرائيليين؟
أخذ ابومازن برهة من الصمت، وقال نحن مع مصلحة الشعب الفلسطيني.
تدخل مستشاره، ليقطع الحوار على ذريعة جدول أعمال الرئيس.
ربما كان سؤالي مزعجا بالنسبة له، ولكن كان جوابه موجعا بالنسبة لي.
هل نحن الليبيين أكثر فلسطينية من الفلسطينيين؟ سألت نفسي!
إلى حد كبير نعم، فقد نختلف نحن كليبيين حول كل شيء، وأي شيء، ولكن سنتفق على رفض إسرائيل.
المهم كان سؤالًا حائرًا قد تسلل لرأسي فكيف يعتبر الفلسطيني علاقته بالإسرائيلي طبيعية، بينما يقطعها مع الفلسطيني؟
اذكرني أني قبل أن اصل سن الثانية عشر كنت وصلت إلى مقر منظمة التحرير الفلسطينية بطرابلس.
كنت أنا وصديق الطفولة فتحي البشير، وكان استقبالًا احتفائيا يليق بحماس صغيرين من اجل التطوع لفلسطين.
سجلوا اسمينا وقدموا بعض الهدايا الرمزية، خارطة فلسطين محفورة على عصن زيتون وكلمة عيدنا عودتنا وعلم فلسطين.
قبل أن نغادر وعدونا بتواصل لن يتأخر، وهو ما لم يحدث حتى اليوم.
هكذا تربينا أن نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين، حتى أننا نسينا أن نكون ليبيين أيضا.
ولعله علينا أن نتذكر فلسطين، كوطن، ووجدان، وقضية إنسان، قبل أن تتحول للبعض قميص عثمان بن عفان.