منصة الصباح

النظام الصحي والتحديات

د.علي المبروك أبوقرين

تعزيز الصحة ومكافحة الأمراض وتمكين الناس من صحتهم وتحسينها لهم ، والتغطية الصحية الشاملة والعادلة والمنصفة من أهم الأهداف لأي نظام صحي .

ومن التحديات الصحية الكبرى التي تمر بها البلاد هي أمراض السرطانات ومشاكلها المختلفة ، ومعاناة وتجارب المرضى وذويهم المؤلمة نفسيًا وجسديًا والمرهقة ماليًا ، واللغط الحاصل حول الاحصائيات الحقيقية وأعداد المرضى ونوعية الأورام وأسبابها ، وتوزعها الجغرافي والديموغرافي ، والفئات العمرية المصابة ، وامكانيات التشخيص والعلاج والتأهيل المتوفرة في الداخل والخارج وكيفية الحصول عليها والوصول اليها ، إن ملف الأورام في ليبيا مثقل ومع انها ليست السبب الأول ولا التاني في إرتفاع أعداد الوفيات ، هناك أمراض أخرى مزمنة متعددة ومناعية وجينية والحوادث المرورية ، الذين يشكلوا الأسباب الأعلى للوفيات سنويًا ،
وللعلم استثمرت البلاد كثيرًا في الصحة ووصلت لمؤشرات عالية إيجابية في البنية التحتية الصحية والمؤشرات الصحية عموما ، ولكن للأسف الأمور جميعها أختلفت الآن نتيجة للآتي

– عدم وجود نظام صحي فعال في الوقت الحالي ( قولا واحدا. )

– ⁠لا تتوفر خدمات استباقية ولا وقائية ولا علاجية ولا تأهيلية ..

– ⁠بنية تحتية متهالكة ونقص حاد في الأطباء الأكفاء المهرة عددًا وتخصصات ..

– ⁠لا وجود لسجلات طبية موحدة ومتكاملة لليبين ( لا وجود لبيانات ومعلومات صحية وطبية )

– ⁠قطاع صحي مكبل بربع مليون من القوى العاملة لا لزوم لأكثر من 50% منهم

– ⁠قطاع استشفائي هش وضعيف يستنزف معظم الميزانية بلا اي فائدة ونتائج سلبية وخطرة في معظم مخرجاته

– ⁠لا وجود لإي معايير للخدمات الصحية , ولا لسلامة المرضى , ولا لمكافحة العدوى ، ولا وجود لادلة فنية ، ولا برامج تقييمية علمية ، ولا برامج تمنح التمييز ( privilege ) للفرد وعمله ( مايجب وما لا يجب ) ، ولا مؤشرات قياسية علمية للاداء لكل الوظائف وخصوصا ما لها علاقة مباشرة بصحة وحياة الناس ..

– ⁠تعليم طبي متدني وتدريب سريري غائب نهائيًا للأطباء والتمريض والفنيين

– ⁠إجازات التخصصات الطبية تُمنح من جهات إدارية ليبية وعربية واجنبية لا علاقة لمعظمها بالتعليم الطبي .

– ⁠البلد الوحيد الذي يعج بكليات الطب كالمدارس ولا وجود لمستشفى جامعي واحد ، ولا يوجد مستشفيات تعليمية ولا مراكز بحثية .

– ⁠تمريض لا يصلح لأي مستوى من الخدمات الصحية نتيجة الخلفيات التعليمية الأولية المتدنية ، وانعدام التعليم والتدريب الحقيقي لمهنة تشكل العمود الفقري للخدمات الصحية ..

– ⁠غياب التوعية الصحية المجتمعية ، وغياب البيئات المعيشية الصحية لجميع الليبين في الريف والقرى والمدن ..

– ⁠الثلوث السائد برا وبحرا وجوا .

– ⁠غياب الرقابة عن كل ما يُزرع ويصنع ويورد ويباع من غذاء وكساء وماء ودواء وكل ما له علاقة بالحياة

– ⁠التحول بلا ضوابط للنشاط الطبي الخاص تعليم وخدمات ، ساهم في تدمير القطاع الصحي وقضى على مدخرات وصحة العباد ، والمردود مكاسب مادية ضخمة لخدمات صحية سيئة ..

– ⁠قطاع صحي تُحدد ميزانياته بلا تخطيط ، وتكلفة الخدمات غير معلومة ، وتسعيرتها في العام غير موجودة ، وفي الخاص متغيرة يتحكم فيها جشع السوق الذي لا يرحم .

– ⁠تشريعات صحية لا تتناسب مع الزمن والاحتياجات والتطور الانساني ، وللأسف غير معمول بها حتى على عوارها ..

– ⁠الاصرار على تفتيت القطاع الصحي ، والاستمرار في التعليم الطبي والتدريب السريري بوضعه الحالي ، والتوسع العشوائي في القطاع الخاص بالكيفية المعمول بها , والهوس بالتأمين الصحي والاصرار على تنفيذه ، ما هو إلا مزيدا من الأمراض والخسائر البشرية والمادية

– ⁠ليبيا كغيرها مقبلة على موجات شرسة من الأوبئة والأمراض المعدية الخطيرة ، وزيادات كبيرة في الأمراض المزمنة والاكثر فتكا والأعلى في نسب الوفيات والإعاقات والأمراض النفسية والعقلية ..

– و⁠يزيد عن ما سبق ، لا توصيف ولا متطلبات إدارية وقانونية وفنية واضحة ومعمول بها في جميع الوظائف الادارية والفنية ، ولهذا لا أحد يشغل عمل مؤهل له ومجاز عليه *( وننتظر منهم المستحيل )* مستحيل ..

– ⁠الأورام من الأمراض الخطيرة والمستعصية والمكلفة ، وكذلك الأمراض المزمنة الشائعة وبالإمكان تجنب الكثير منها وعلاج معظمها اذا توفر نظام صحي قوي وفعال ومنصف وعادل .

– ⁠الخدمات الصحية تتطور بسرعة عالميًا والتحديات الصحية تتعاظم وبدون إصلاح حقيقي وعاجل للنظام الصحي الليبي ستكون العواقب أكثر كارثية..
. حفظ الله بلادنا وأمتنا .

شاهد أيضاً

الفوج العاشر من حجاج تنسيقية طرابلس يصل مكة المكرمة

الفوج العاشر من حجاج تنسيقية طرابلس يصل مكة المكرمة

وصل الفوج العاشر من حجاج تنسيقية طرابلس إلى مقر إقامتهم في مكة المكرمة، قادمين من …