منصة الصباح

التسويق عبر المؤثرين: ترويج بلا ضوابط ومنتجات بلا رقابة

إيناس احميدة

أصبح التسويق عبر المؤثرين على شبكات التواصل الاجتماعي أداة رئيسية في الترويج للمنتجات التجارية والطبية والغذائية والتجميلية، مستفيدًا من التأثير الكبير لهؤلاء الأشخاص على متابعيهم.

ولكن في غياب القوانين الناظمة والرقابة، تحوّل هذا النوع من التسويق إلى سلاح ذي حدين، أدى في كثير من الأحيان إلى إغراق السوق بمنتجات غير مطابقة للمواصفات،بعضها يشكّل خطرًا على صحة المستهلكين.

ويعتمد اصحاب العلامات التجارية هذه الأيام، على المؤثرين للوصول إلى جمهور أوسع بطريقة أكثر إقناعًا من الإعلانات التقليدية. فبدلًا من الترويج المباشر عبر وسائل الإعلام، يتم تقديم المنتجات في سياق شخصي، يوحي بأنها جزء من نمط حياة المؤثر أو المؤثرة، مما يعزز ثقة المتابعين ويشجعهم على الشراء.

ولكن المشكلة تكمن في أن هذا الترويج لا يخضع في كثير من الأحيان لمعايير مهنية أو أخلاقية واضحة، إذ يقوم بعض المؤثرين بالتسويق دون التحقق من جودة المنتج أو فعاليته، مقابل الحصول على مكاسب مالية.

أحد أبرز المخاطر في هذا المجال هو التسويق المضلل، حيث يقدم المؤثرون ادعاءات غير دقيقة عن المنتجات، مثل قدرتها على تحقيق نتائج خارقة في وقت قصير، أو خلوها من المواد الضارة رغم احتوائها على مركبات خطرة. ويمتد هذا التأثير إلى مجالات حساسة مثل الأدوية والمكملات الغذائية ومنتجات التجميل، حيث يتم الترويج لمستحضرات غير مرخصة أو غير معتمدة من الجهات المختصة، مما يعرض صحة المستهلكين للخطر.

في قطاع الأغذية مثلاً، تنتشر حملات ترويجية لمكملات غذائية وأطعمة يقال إنها طبيعية وصحية، لكنها قد تحتوي على إضافات ضارة أو لا تحقق الفوائد المزعومة. أما في المجال التجميلي، فهناك منتجات تبييض البشرة، و كريمات إزالة التجاعيد، وزيوت نمو الشعر، وحبوب وابر التخسيس وغيرها من المنتجات التي يتم الترويج لها بوعود غير واقعية، دون أي إثبات علمي.

وتكمن المشكلة الأساسية هنا في غياب التشريعات المنظمة لهذا النوع من التسويق، حيث لا توجد قوانين واضحة تلزم المؤثرين بالإفصاح عن علاقتهم التجارية مع الشركات، أو بضرورة مراجعة الادعاءات التسويقية قبل نشرها.

وعلى الرغم من وجود بعض المحاولات في دول مختلفة لفرض معايير أكثر صرامة، إلا أن السوق الليبي يعج بالإعلانات غير المنضبطة التي تستغل ثقة المتابعين.

التسويق عبر المؤثرين يمثل فرصة كبيرة للشركات للوصول إلى جمهور واسع، لكنه يحتاج إلى تنظيم صارم بعد ان تحول إلى منصة ترويج للمنتجات المغشوشة أو الخطرة. ومع استمرار انتشار هذا النوع من التسويق، فإن حماية المستهلكين من التضليل والمخاطر الصحية يجب أن تكون أولوية قصوى للجهات الرقابية، إلى جانب محاسبة المؤثرين الذين يروجون معلومات مضللة، لا سيما إذا تسببت في أضرار صحية أو مادية.

شاهد أيضاً

الصحة والإعلام والدعاية والاعلان

د.علي المبروك أبوقرين الإعلام الطبي والصحي له دور مهم وأساسي في التوعية المجتمعية ، ونشر …