منصة الصباح

إيفافيرينز 600 ملغ: دواء مفقود في دهاليز الفساد

إيناس احميدة

يُعدّ إيفافيرينز 600 ملغ أحد الأدوية الأساسية في علاج فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، حيث يساعد في تقليل تكاثر الفيروس، ما يمنح المصابين فرصة لحياة أكثر استقرارًا وصحة. إنه ليس دواءً اختياريًا، بل ضرورة حيوية يجب تناولها يوميًا مدى الحياة، إذ لا بديل علاجي نهائي متاح حتى الآن.

لكن في ليبيا، حيث الفساد ينهش القطاع الصحي، لم يتمكن المصابون بالإيدز المسجّلون في المستشفيات من الحصول على الدواء منذ أشهر بسبب انقطاعه، بينما يتوفر في بعض الصيدليات الخاصة بأسعار تفوق 330 دينارًا ليبيًا، وهو مبلغ لا يستطيع تحمّله معظم المرضى.

هذا النقص ليس عابرًا، بل هو جزء من فشل ممنهج داخل وزارة الصحة الليبية، التي تتصدّر التقارير المتتالية عن الفساد والسرقات المليارية، بينما يموت المرضى أو تتدهور صحتهم في انتظار دواء لن يصل.
كم من صفقة دواء وهمية؟ كم من عقود مشبوهة؟ كم من أموال نُهبت باسم “تحسين الخدمات الصحية” بينما المرضى بلا علاج؟

في ظل هذا العجز والفساد، يواجه المصابون بالإيدز وصمًا اجتماعيًا قاسيًا، ورفضًا ممنهجًا، وتجاهلًا رسميًا، ما قد يدفع البعض إلى خيارات يائسة، مثل نقل العدوى عمدًا كرد فعل انتقامي على واقع لا يرحم.

إن استمرار هذه الأزمة لا يهدد المصابين وحدهم، بل المجتمع بأسره. فإهمال علاج الإيدز ليس مجرد إخفاق صحي، بل قنبلة اجتماعية موقوتة.
على الجهات المسؤولة أن تدرك أن توفير العلاج ليس ترفًا، بل خط دفاع استراتيجي ضد كارثة صحية محتملة، وأن السكوت عن هذا الإهمال جريمة لا تقل خطورة عن السرقة نفسها.

شاهد أيضاً

القيب يلتقي وفد المنظمة الوطنية لطلبة الجزائر

الصباح التقى وزير التعليم العالي والبحث العلمي “عمران القيب” اليوم، برئيس وأعضاء اتحاد طلبة ليبيا، …