الشاعر /محمد الجزيري
وجدناك من سنة عالقا بدخان حرائقنا
فقلنا : غلام يرى حجمه جيّدا في المرايا
ويحترم الأنبياء وهذا سلوك حسنْ
سيكبر في ظلّنا القدسيّ
ويشهد كيف تحيد الدواب عن الدرب
من أجل عشب وظلّْ
وكيف نجفّ ونروي
وكيف نتوه ونأوي
وكيف نموت ونُحيي
نموت نموت ولا نتعفّن داخل هذا الكفنْ
ويشهد كيف يحرّضنا الانفعال على السكر حتّى
تطير حمامتنا العربيّة دون جناحين
أو نتعرّى تماما
فيكنسنا نادل البار خارج حضن الوطنْ
سيكبر في ظلّنا
ويواكب غربتنا ورؤانا
فقد يرث الوجع المتغلغل فينا ويحمل عنّا العلمْ
سيكبر في ظلّنا ويكون
بإذن الذي خلق الحشرات
ضمادا لأغصاننا
وشراعا لأحلامنا
ويكون بهذا الظلام العظيم قمرْ
يقود النخيل إلى النبع والعاشقين إلى الحلبةْ
وجدناك من سنة أو أقلّْ
تعالج سور الحقيقة تحسبه بابها
وتحاول مسك القصيدة من ظلّها…فتفرّْ
وكنت وديعا وديعا كما ينبغي
تسبّح جهرا بأسمائنا
وتخشع حين نرتّل آياتنا وتخرّْ
فماذا ألمّ بك اليوم حتّى تباغتنا بالنباح
وقذف صوامعنا بالحجرْ؟
أهذا جزاء التبنّي
أهذا جزاء التدلّي إليك لتقطف منّا الثمرْ؟
لقد كنت أعشى وأمسيت أعمى
ولا حول إلاّ بربّ الـ” فعَلْ “